الموت في كل مكان في مدن إيران.
الموت في كل مكان في مدن إيران.




باركلاى: السلالتان البرازيليتان وصلتا إلى بريطانيا.
باركلاى: السلالتان البرازيليتان وصلتا إلى بريطانيا.




عمال المقابر المكسيكيون يحاولون إنزال جثمان في القبر.
عمال المقابر المكسيكيون يحاولون إنزال جثمان في القبر.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) «عكاظ» (واشنطن، برازيليا) OKAZ-online@

سمه ما شئت. لكنه من دون شك «أسبوع الأرقام المفزعة»... فقد نجح فايروس كورونا الجديد في قتل أكثر من مليوني شخص منذ اندلاع وبائه مطلع 2020. وقفز العدد الكلي للمصابين منتصف نهار أمس (السبت) إلى 94.33 مليون نسمة حول العالم. والأشد تلظياً بالوباء هي الولايات المتحدة، التي تتربع على قائمة دول العالم، من حيث عدد الإصابات والوفيات. فقد تجاوز عدد مصابيها أمس 24 مليوناً. وقفز عدد وفياتها أمس إلى 401.856. وقالت ولاية كاليفورنيا، التي يقطنها نحو 40 مليوناً، إنها ظلت تقيد ما لا يقل عن 525 وفاة كل يوم خلال الأسابيع الماضية. وكانت جارتها المكسيك أشد بؤساً، فقد أعلنت الجمعة تسجيل 21.366 إصابة جديدة، وهو رقم قياسي، علاوة على 1106 وفيات. وارتفع العدد التراكمي لحالات المكسيك إلى 1.61 مليون حالة، فيما قفز عدد وفياتها إلى أكثر من 139 ألفاً. وعلى رغم أن تكثيف حملات التطعيم حول العالم أنعش الأمل في إمكان دحر وباء كوفيد-19، إلا أن اقتصار التطعيم على الدول الغنية جعل ذلك الأمل عسير المنال بالنسبة إلى الدول الفقيرة والنامية. وجاء ارتفاع عدد وفيات كوفيد-19 إلى أكثر من مليوني وفاة بعد عام من ظهور الفايروس في مدينة ووهان في الصين. وهو يماثل عدد سكان العاصمة البلجيكية بروكسل، أو عدد سكان العاصمة النمساوية فيينا. ويقول الخبراء إن 2021 سيكون أيضاً عام موت ودموع بالنسبة إلى إيران، والهند، والمكسيك، والبرازيل. فقد حدث ربع وفيات العالم بهذا الوباء في هذه الدول على وجه التحديد. وفي البرازيل تصدرت التغطيات الإعلامية أمس حكايات بحث ذوي المصابين بكوفيد-19 عن أكسجين لتعبئة أسطوانات الأكسجين التي تمثل الأمل الأوحد لذويهم في النجاة من الوباء، بسبب أزمة خطيرة في إمدادات الأكسجين الطبي النقي.

وهل توقفت المسألة على الأكسجين؟ لا. فقد تضخمت حكاية السلالات الجديدة من فايروس كورونا الجديد. وبعد السلالتين المتحورتين في بريطانيا وجنوب أفريقيا، ظهرت نسختان من سلالة برازيلية جديدة، قال العلماء في بريطانيا أمس إن إحداهما قادرة على إبطال مفعول اللقاحات! وقدرت دراسة جديدة أن نحو 40% من المصابين بالفايروس في البرازيل توفوا بسبب انهيار النظام الصحي في تلك البلاد. وطغت عبارة «سوبر كوفيد» على تسمية السلالة البرازيلية الجديدة، التي تم اكتشافها في ولاية أمازوناس الواقعة شمال غربي البرازيل. وقال العلماء إنها ربما كانت تعيث في السكان إصابة وموتاً منذ يوليو الماضي. وذكرت العالمة المتخصصة في الفايروسات بجامعة إمبريال كوليج في لندن البروفسور ويندي باركلاى أمس أن 11 بريطانيا أصيبوا بـ«سوبر كوفيد». وأوضحت أن السلالة البرازيلية المكتشفة في بريطانيا ليست مماثلة لتلك التي اكتشفها اليابانيون لدى أربعة مسافرين وصلوا أخيراً الى مطار طوكيو من البرازيل. وكشفت البروفسور باركلاى أن السلالتين البرازيليتين حدث فيهما تحور وراثي من شأنه التأثير في عمل الأجسام المضادة. ويعني ذلك أنهما يمكن أن تبطلا مفعول اللقاحات، التي يعلق عليها العالم أملاً كبيراً لدحر الجائحة. وزادت أنه طالما اكتشف وجود سلالة «سوبر كوفيد» في بريطانيا واليابان، فإنها لا ترى سبباً يمنع الاعتقاد بأنها ربما كانت شائعة في الولايات المتحدة التي تكتوي أكثر من بقية أمم العالم بالوباء. وحذرت صحيفة «ديلي ميل» أمس من أن الباحثين يشتبهون بأن سلالة «سوبر كوفيد» قادرة، بسبب ما اعتراها من تحورات وراثية، على إعادة إصابة الأشخاص الذين تعافوا من الإصابة بالسلالة السابقة من الفايروس. وسعى كبير المستشارين العلميين للحكومة البريطانية سير بارتيك فالانس أمس إلى التهوين من شأن الفزع من السلالة البرازيلية المسماة «سوبركوفيد». لكنه اعترف بأن العلماء البريطانيين لا يعرفون على وجه اليقين إن كانت هذه السلالة قادرة فعلياً على إبطال مفعول اللقاحات الجديدة. وأشارت إلى أن أطباء في مدينة ماناوس، في قلب غابات الأمازون في البرازيل، قالوا إن السلالة الجديدة أصابت أشخاصاً تعافوا من الإصابة بالسلالة السابقة، وقتلتهم.السلالة البرازيلية ترعب بريطانياأعلن رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون الليل قبل الماضي أن حدود بلاده ستغلق اعتباراً من غدً (الإثنين)، وأن أي قادم إلى بريطانيا يجب أن يخضع لفحص كوفيد-19، وأن يخضع لعزل صحي. ويعني ذلك أن على أي قادم إلى بريطانيا أن يعزل نفسه صحياً مدة 10 أيام، حتى لو كانت نتيجة فحصه سالبة عند وصوله إلى الأراضي البريطانية. وسيظل الحظر سارياً حتى 15 فبراير. بيد أنه في ظل تباطؤ حملات التطعيم في معظم الدول الأوروبية يبدو أن ذلك الحظر سيمتد أطول من ذلك الموعد. وأشارت «ديلي تلغراف» أمس (السبت) إلى أن العلماء البريطانيين قللوا من شأن التوقعات بعودة الأمور إلى طبيعتها في البلاد بحلول أعياد الفصح. وقال جونسون إن ثمة خطراً من أن يعيث كوفيد-19 عدوىً في أوساط الشباب إذا تم تخفيف القيود الصحية الراهنة. وعلى رغم أن بريطانيا نجحت حتى أمس (السبت) في تطعيم 3.3 مليون نسمة، نحو شخص من كل 20 من سكانها، ما يعني أنها ستقوم بتطعيم 14 مليوناً من المسنين والكوادر الصحية بحلول منتصف فبراير؛ إلا أن المخاوف من السلالة البرازيلية الجديدة أفسدت تلك الفرحة. وقال كبير أطباء الحكومة البروفسور كريس ويتي أمس إن خطط التطعيم ماضية بشكل مُرضٍ، لكن ظهور السلالات الجديدة من الفايروس «يمثل مشكلة دولية». وأضاف: «ذلك يعني أن حدوث مشكلة في أي مكان هي مشكلة في كل مكان في العالم». وأعلنت إنجلترا الجمعة أنها سجلت 55.716 إصابة جديدة، و1280 وفاة. لكن السلطات الصحية رأت أن ذلك يمثل انخفاضاً طفيفاً، ما يعني نجاحها في السيطرة على التفشي الوبائي.