صورة جماعية افتراضية لقادة مجموعة العشرين على جدران الدرعية.
صورة جماعية افتراضية لقادة مجموعة العشرين على جدران الدرعية.
قطريون في السعودية.
قطريون في السعودية.
قمة العلا.
قمة العلا.
1-1405123
1-1405123
-A +A
محمد فكري (جدة) OKAZ_ONLINE@
سجلت المملكة العربية السعودية بفضل حنكة وحكمة قيادتها حضورا لافتا ومميزا على المستويين الإقليمي والدولي، وحققت إنجازات كبيرة، ولا نبالغ إذا قلنا إنها كانت تبدو بعيدة المنال على صعد مختلفة خلال فترة زمنية قصيرة.

هذه النجاحات التي أنجزتها المملكة خلال الشهرين الماضيين فقط لا يمكن اعتبارها في العرف السياسي والاقتصادي إنجازا خلال هذه الفترة الزمنية الوجيزة إلا من خلال النظر إلى القضايا الشائكة التي تمكنت من الخروج بها إلى بر الأمان، غير أن الرياض فعلتها وقدمت للعالم نموذجا جديدا ومتفردا في إدارة الصراعات وتسوية الخلافات تحقيقا للشراكة الإستراتيجية وتقديما لمصالح الشعوب على ما عداها.


لا نود الحديث عن إنجازات أبهرت العالم كتنظيم قمة مجموعة الـ20 باقتدار شهد له العالم، وفي وقت قياسي وظروف دولية بالغة التعقيد والصعوبة بفعل ضربات جائحة كورونا التي غيرت قواعد اللعبة الدولية، بل وغيرت العالم أجمع.

لكنا سنتوقف هنا عند إنجازات أخرى تمثلت في فتح المنفذ الحدودي مع العراق بما يحمله من دلالات وإشارات في تأكيد عروبة العراق وعودته إلى الحضن العربي سعياً إلى حل مشاكله ودعمه ومساندته بكل السبل في مواجهة الإرهاب، أو محاولات تغيير هويته.

ويأتي تفعيل وتنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة اليمنية الجديدة ودخولها إلى العاصمة المؤقتة عدن بمثابة «ضربة معلم»، أكدت من خلالها الرياض مجددا حرصها على اليمن المستقر والموحد، وقدرتها على لمّ شمله وتحقيق تطلعات شعبه في دحر المليشيا الإرهابية واستعادة الدولة اليمنية.

ولم يكن نزع فتيل أزمة الخليج وتحقيق المصالحة وعودة المياه إلى مجاريها مع قطر في قمة العلا التاريخية إلا تأكيدا جديدا على النجاح السعودي في الحفاظ على وحدة مجلس التعاون الخليجي وتعزيز أمنه واستقراره، والسعي إلى تحقيق التكامل بين دوله وصولا إلى الوحدة المنشودة.

لقد شهدت إنجازات المملكة في 60 يوما لقضايا في غاية الحساسية والتعقيد تحولا نوعيا في فن الإدارة، إذ إن الملفات الحساسة التي تم تفكيك طلاسمها كانت أشبه بالمستحيلات لأن السير فيها كان أشبه بالتنقل من حقل ألغام إلى آخر، لكن براعة المملكة وقيادتها سطرت هذا النجاح الذي يشهد به القاصي والداني، وعكس رغبة القيادة وحنكتها في إدارة فن الأزمات..

هذه الإنجازات الحقيقة شكلت منعطفا مهما في تاريخ المملكة ولا بد من استعراضها والاستفادة منها كتجربة فريدة في الحكم، ولا شك أن هذه الاستفادة مهمة وضرورية لغرس الوعي بما أنجز، ففي ذلك مدخل لبناء الثقة بالذات الوطنية واليقين التام الذي تحتاجه المملكة لمواجهة تحديات القرن الجديد واستلهام الدروس من إنجازات القيادة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.