-A +A
يعكس نجاح قمة العُلا حرص قادة دول مجلس التعاون على قوة وتماسك مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه، لما يربط بين دوله من علاقات خاصة وسمات مشتركة ومصير مشترك، فضلاً عن وحدة الهدف التي تجمع بين شعوبها، ورغبتها في تحقيق المزيد من التنسيق والتكامل والترابط بينها في جميع الميادين من خلال المسيرة الخيّرة لمجلس التعاون، بما يحقق تطلعات مواطني دول المجلس، ووقوف دوله صفاً واحداً في مواجهة أي تهديد تتعرض له أي من دول المجلس.

لابد أن تستفيد جميع دول المجلس من تجربة الشرخ الخليجي الذي التأم في العلا بالمصالحة بين دول الرباعي العربي وقطر.


مبدأ حسن النية الذي ظهر جلياً في العناق الأخوي بين الأمير محمد بن سلمان والشيخ تميم بن حمد، يؤكد أن خلافات الأخوة تحدث لكنها لا تدوم، إذ إن الروابط العميقة بين قادة وشعوب الخليج كفيلة بطمس أي خلاف لتحقيق التعاون والترابط والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات، وصولاً إلى وحدتها، وتعزيز دورها الإقليمي والدولي، والعمل كمجموعة اقتصادية وسياسية واحدة للمساهمة في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والرخاء في المنطقة.

ويعد نجاح قمة العُلا ضربة قاسية للنظامين التركي والإيراني، إذ إن التقارب «الخليجي/ ‏الخليجي» وما يترتب عليه من تقارب «خليجي/‏ عربي»، سيسهم في تحجيم تدخل هذين النظامين المارقين في الشؤون الداخلية للدول العربية، بل إن القمة حرصت على صياغة رؤية إستراتيجية طويلة الأمد بشأن نهج التعاطى فى المرحلة المقبلة مع هذين البلدين، وممارساتهما المشبوهة في المنطقة العربية.