تيغنل تمسك بفتح المسابح والأسواق والتجمعات.
تيغنل تمسك بفتح المسابح والأسواق والتجمعات.




تيغنل في أوج شهرته.
تيغنل في أوج شهرته.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
بعدما ملأ الشاشات طولاً وعرضاً، ولم يكن يمر يوم دون أن تكون صورته في صدارة الصفَحَات الأُوَل؛ أضحى مهندس حرب السويد على جائحة فايروس كورونا الجديد البروفسور أندريس تيغنل نسياً منسياً! فقد أثبت تسارع تفشي الفايروس في هذه الدولة الاسكندنافية فشل السياسة الوبائية التي طبقها تيغنل، بحكم منصبه كبيراً لمستشاري الحكومة في شأن الأوبئة والأمراض المُعدية. وتقوم تلك السياسة على رفض الإغلاق، وعدم إلزام السكان بارتداء أقنعة الوجوه (الكمامات)، وترك الأسواق والمسابح والمنتجعات مفتوحة في أتون الموجة الأولى من الهجمة الفايروسية خلال الربيع والصيف الماضيين. وكان تيغنل يعتقد أن سياسة الأبواب المفتوحة ستطلق الحرية للفايروس لإصابة عدد كبير من السكان، ما سيتيح بالتالي تحقق «مناعة القطيع»، وهي الشرط المثالي لإنهاء أية جائحة وبائية. بيد أن الموجة الثانية من الفايروس، التي تخنق السويد حالياً، أثبتت فشل تلك النظرية. وأضحى عدد الإصابات الجديدة في ارتفاع مذهل في السويد. كما أن عدد الوفيات آخذ في الزيادة. وبلغ عدد الوفيات في السويد 6.633 وفاة، وهو معدل يفوق كثيراً نظراءه في النرويج، والدنمارك، وفنلندا المجاورة. واختارت هذه البلدان الثلاثة خلال الموجة الأولى تطبيق الإغلاق الكامل، لتتفادى التفشي المتسارع. وقال تيغنل بعد انقضاء الموجة الأولى إنه واثق من أن السويد ستكون في وضع أفضل لدحر أية موجة ثانية، لأن الموجة الأولى ستسفر عن تحقق مناعة القطيع. بيد أن الحكومة السويدية اعترفت الأسبوع الماضي بأن مناعة القطيع المزعومة لم تتحقق قط. وحين ذهب تيغنل الخميس الماضي إلى مقر التلفزيون الحكومي لعقد مؤتمره الصحفي المعتاد، أبلغ بأنه لن يكون هناك وقت كاف لنقل مؤتمره، لأن رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن قرر عقد مؤتمره الصحفي في الموعد نفسه! وأعلنت الحكومة أنها سجلت الخميس الماضي 5.841 إصابة جديدة، و76 وفاة إضافية. وأكد أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة سودرتون في استوكهولم البروفسور نيكولاس أيلوت لصحيفة «صانداى تلغراف» البريطانية أمس أن أداء البلاد في أتون الموجة الثانية من الهجمة الفايروسية أدى إلى انقسام كبير في صفوف الحكومة، بعدما تزايد عدد الوزراء الذين فقدوا ثقتهم بوكالة الصحة العامة، التي يرأسها تيغنل. واضطرت الحكومة من دون موافقة تيغنل في منتصف أكتوبر إلى إغلاق عدد من المناطق، وفرض إلزامية ارتداء قناع الوجه، وتوجيه الموظفين بالعمل من بُعد. وهكذا أخمد فايروس كورونا الجديد في موجة تفشيه الثانية نجم البروفسور تيغنل، الذي بلغ حداً من الشهرة المهنية إلى درجة أن رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون استدعاه من استوكهولم إلى لندن ليستشيره في شأن ما يتعين عليه القيام به لدحر الموجة الفايروسية الثانية التي تدهم بريطانيا منذ نحو شهرين.