-A +A
أنس اليوسف (جدة) 20_anas@
منذ أن أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رؤية السعودية الطموحة أوقد في نفوس أجيالها الواعدة حماسة التطوير وصناعة مستقبل مزدهر، أكثر ذكاء وأسهل تعاملاً وأجود حياة، وما انفك يمضي بهم صوب الغد الجميل، حالمين طموحين بعوالم غاية في التقدم والنهضة والتطور.

هنا «السعودية» مركز البيانات والذكاء الجديد، فالمملكة من خلال القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي أخيراً قدمت نفسها محركا رئيسيا ونقطة انطلاق لمستقبل البيانات والذكاء الاصطناعي في العالم. وبرهنت المشاركة العالمية الواسعة من متخصصين وخبراء من مختلف دول العالم على الثقة الجادة في قدرة المملكة على قيادة قطاع ناشئ في أصعب أوقات العالم الحديث، مع كافة الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين من صنّاع قرار ومبدعين ومهتمين وتقنيين.


وقدمت المملكة للعالم فرصة مثالية لاستكشاف الجديد في عالم البيانات الواعد، انطلاقاً من اهتمامها بما يمكن أن تقدمه البيانات من واقع معزز وممكن لاستشراف المستقبل ومواجهة التحديات المستقبلية.

وتجسيداً لإيمان القيادة السعودية في التحول نحو الاقتصاد القائم على المعرفة والبيانات، عملت على التحول من النماذج الاقتصادية التقليدية إلى نموذج اقتصادي قائم على المعرفة والتعلم، مستعينة بالتقنيات الحديثة، ومنها البيانات والذكاء الاصطناعي، ومن هنا انطلقت الريادة السعودية نحو تبني أفضل الممارسات العالمية والانطلاق من خلالها نحو المستقبل، وجاءت الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي لترسم الطريق واضحاً أمام رحلة الغد.

وعلى مستوى محلي، حققت المملكة قفزات ملحوظة في قطاع الذكاء الاصطناعي، وتبنت مبكراً أهمية الاستثمار في القطاع الواعد، متخذة عدة خطوات مهمة لاستشراف مستقبل القطاع والاستعداد له، بهدف رئيسي وواضح «حياة تقنية أسهل» لسكان المملكة. ومن أبرز الخطى السعودية نحو صياغة مستقبل البيانات لتحقیق رؤیة 2030، إنشاء أجهزة حكومية تعنى أساسا بالذكاء الاصطناعي بقيادة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، التي سخرت كل الإمكانيات لإطلاق القيمة الكامنة للبيانات باعتبارها ثروة وطنية لتحقيق طموحات رؤية 2030 من خلال تحديد التوجه الإستراتيجي للبيانات والذكاء الاصطناعي والإشراف على تحقيقه.

وبهدف رسم ملامح العصر الجديد للأجيال القادمة، أدركت المملكة أن البيانات هي نفط القرن الـ21، لذلك جاءت الرؤية الواضحة للارتقاء إلى مصاف الاقتصادات العالمية الرائدة القائمة على الذكاء الاصطناعي. وتمتاز السعودية بكونها إحدى القوى المحركة في منطقة الشرق الأوسط، وتتمتع بالعديد من المزايا الإستراتيجية الفريدة، ومن أهمها قطاعات فريدة ضخمة، وقوة محركة للاستثمار، وبرامج تحول واسعة النطاق، ومجتمع شاب وحيوي، وبيئة مزدهرة لمنصات الاختبار في المدن الجديدة والذكية، علاوة على نموذج حوكمة وطني قوي للبيانات والذكاء.

الرياض على طريق «المدن الذكية»

شهد اليوم الثاني والأخير من أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي تنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، أمس (الخميس)، توقيع السعودية 3 اتفاقيات إستراتيجية مع شركات IBM، وعلي بابا، وهواوي. ووقعت «سدايا» مذكرة تفاهم أخرى مع الاتحاد الدولي للاتصالات، لدعم جاهزية البلدان والتعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، وإيجاد منظومة معترف بها عالمياً تتولى حشد الموارد وتوفير الدعم للجهات الرسمية لتبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، واعتمادها لتلبية مختلف متطلباتها الاقتصادية.

وتهدف المذكرة مع «علي بابا للحوسبة السحابية» تأسيس شراكة إستراتيجية لقيادة الابتكار في المدن الذكية في المملكة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك خلال أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي 2020.

وستدعم الشراكة الجديدة مساعي المملكة لتطوير مدنٍ ذكيةٍ بمواصفاتٍ عالمية يمكنها الاستجابة بفاعلية أكبر لاحتياجات ورغبات السكان للارتقاء بجودة الحياة، وستركز على دفع الابتكار والاستثمار في المدن الذكية بالمملكة؛ بهدف تحويل مدن المملكة لتصبح أكثر استدامة اجتماعياً واقتصادياً وبيئياً، كما ستوظف البيانات والذكاء الاصطناعي لجعل المدن أكثر ذكاءً فضلاً عن تعزيز الأمن والسلامة. كما ستعمل كلٌ من «سدايا» و«علي بابا» على تطوير الحلول الرقمية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات؛ بما في ذلك: السلامة والأمن، والنقل، والتخطيط الحضري، والطاقة، والتعليم، والصحة، وغيرها، وذلك من خلال الاستفادة من إمكانيات منصات الذكاء الاصطناعي لدى «علي بابا» لتمكين مدن المملكة من إدارة الخدمات العامة بذكاء، وتطوير حلولٍ تجعلها أكثر مرونة واستجابة لاحتياجات سكانها.

وأوضح رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» الدكتور عبد الله الغامدي، أن المسيرة نحو تطوير مدن ذكية تُصنف من بين الأذكى في العالم تسير على قدمٍ وساق في مدينة الرياض، وهذه الشراكة مع «علي بابا للحوسبة السحابية» ستدعم تسريع تحول مدننا، من خلال تمكين التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي التي بدورها ستسهم في التنمية الاقتصادية المستدامة، وتحسين نوعية حياة مواطنينا. فيما تدعم مذكرة التفاهم مع «هواوي» إلى التعاون الإستراتيجي لتفعيل البرنامج الوطني لتنمية القدرات، إحدى مبادرات المملكة الرامية لتطوير إمكانات الذكاء الاصطناعي المحلية. وبموجب المذكرة الجديدة، ستدعم هواوي برامج تدريب المهندسين والطلاب السعوديين المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن التطوير المشترك لرفع إمكانيات الذكاء الاصطناعي الخاصة باللغة العربية.