-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
لا تنفك المملكة والكويت عن تأكيد وحدة مواقفهما تجاه معالجة قضايا المنطقة والعالم الإسلامي والقضايا الدولية؛ فضلاً عن تعزيز العمل الخليجي الموحد ومكافحة الإرهاب وتقوية قيم التسامح والوسطية والاعتدال، ومنع التدخلات في الشؤون الداخلية، والوقوف بجانب بعضهما البعض في السراء والضراء، والتصدي لنشاطات المنظمات الإرهابية.

وشاطرت المملكة قيادة وشعباً المواساة والحزن والأسى بوفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح -رحمه الله- فور الإعلان الرسمي عن وفاته. وبعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد برقيتي عزاء ومواساة للشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت في وفاة الراحل الشيخ صباح. وقال الملك سلمان «بوفاة الشيخ صباح فقدنا أخاً عزيزاً وصديقاً وفياً خدم بلاده وأمته بكل إخلاص، وساهم - رحمه الله - فيما يخدم قضايا الأمتين العربية والإسلامية». وأضاف: «إننا إذ نعزيكم ونعزي أنفسنا في فقيدنا، لنقدم لسموكم ولشعب دولة الكويت أحر التعازي وصادق المواساة، مؤكدين وقوفنا معكم في هذه الظروف، وأن المملكة والكويت وعلى مر التاريخ تربطهما أواصر راسخة من العلاقات الثنائية المتميزة ومصير مشترك واحد».


كما هنأ الملك سلمان، أمير دولة الكويت الجديد الشيخ نواف الأحمد بتوليه مقاليد الحكم في دولة الكويت، متمنياً للكويت مزيداً من الأمن والرخاء.

لقد تميزت العلاقات السعودية الكويتية عن غيرها من العلاقات بعمقها التاريخي الكبير الذي يعود إلى عام 1891م، متجاوزة في مفاهيمها أبعاد العلاقات الدوليّة بين جارتين جمعتهما جغرافية المكان إلى مفهوم: الأخوة، وأواصر القربى، والمصير المشترك تجاه أي قضايا تعتري البلدين الشقيقين والمنطقة الخليجية على وجه العموم. وأضافت العلاقات القوية التي جمعت بين جميع ملوك المملكة السابقين - رحمهم الله - وحتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز المتانة والقوة على العلاقات السعودية الكويتية، خاصة بعد أن تم توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي واصل نهج والده في تعزيز علاقات الأخوة مع الكويت، وسعى الملك سلمان إلى تطويرهذه العلاقة سياسياً، واقتصادياً، وثقافياً، وجعلها تتميز بأنماط متعددة من التعاون.

لطالما كانت للكويت مكانة خاصة يصعب تجاهلها في وجدان المملكة العربية السعودية وتاريخها.

وفي كل مرة، تظهر قوة العلاقات بين المملكة والكويت رسوخاً وسط الأحداث التي عصفت بمنطقة الخليج العربي، وبسببها أضاف البلدان بعداً إستراتيجياً جديداً لمفهوم علاقاتهما الثنائية تمخض عنه هدف الوقوف يداً واحدة ضد من تسول له نفسه المساس بسيادة أراضيهما أو مصالح شعبيهما، وإبعاد المنطقة عن شبح الصراعات الدولية، ومن ذلك مواقف المملكة المشرفة مع دولة الكويت عام 1990 ضد العدوان العراقي الغاشم على أراضيها، حيث فتحت قلبها قبل حدودها للأشقاء الكويتيين حتى عادت الكويت لأهلها. وأصبح التعاون والتنسيق السعودي الكويتي تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية يسعى لتحقيق ما فيه خير شعوب دول المجلس وشعوب الأمتين العربية والإسلامية وخدمة قضايا العدل والسلام في العالم أجمع.

خطى ومواقف ثابتة.. المملكة والكويت.. شراكة المصير المشترك.. معاً في السراء والضراء.