-A +A
«عكاظ» (جدة)

عقد المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة) أخيراً، ندوةً افتراضية «ويبينار» بعنوان: «مستقبل آلية سناب باك وانعكاساتها على واشنطن وطهران»، بمشاركة عددٍ من الأكاديميين والباحثين وصُناّع السياسات والمهتمين بالشأن الإيراني. أدار الندوة رئيس ومؤسِّس المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» الدكتور محمد السلميّ، وشارك فيها كُلٌّ من: مدير مبادرة «سكوفكروفت الشرق الأوسط» من المجلس الأطلسي كريستين فونتينروز، والمدير الإداري وزميل أقدم في زمالة «لين-سويغ» في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى مايكل سينغ، والمحلِّل والباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط ومعهد توني بلير للتغيُّر العالمي كسرى عربي.

واستهل الندوة مايكل سينغ مُقدِّمًا شرحًا لآلية سناب باك، وارتباطها بحظر الأسلحة الذي تفرضهُ الأمم المتحدة على إيران. وأكَّد أنّ «قوّة العقوبات الأممية المُراد إعادة فرضها على إيران، أقلّ وطأةً مقارنةً بالعقوبات الأمريكية الأُحادية»، مشيرًا إلى أهمِّية الدبلوماسية الفعَّالة للحدّ من تدفُّق الأسلحة إلى إيران، حال رُفِع الحظر. واختتم سينغ مشاركته بتسليط الضوء على مآلات الاتفاق النووي، في ظلّ نتائج الانتخابات الأمريكية، إذ يرى أنّه «في حالة فوز المرشَّح الديمقراطي جون بايدن فمن المُرجَّح أن تُبرِم واشنطن اتفاقًا نوويًّا جديدًا، لكن إذا فاز دونالد ترامب بولاية ثانية سنشهد تصعيدًا للضغوطات الأمريكية على إيران تُفاقِم التوتُّرات القائمة».

من جانبها، ناقشت كريستين فونتينروز الانعكاسات المتوقَّعة لرفع حظر الأسلحة على المنطقة والجيش الإيراني، مُستشرفةً مزيدًا من الصراعات الدموية التي قد تُحيق بالمنطقة في حال رُفعِ الحظر، «إذ سيكون بوسع إيران شراء الأسلحة وتمريرها لمليشياتها في المنطقة، كما سيعزِّز الحرس الثوري الإيراني -ذراع إيران الخارجية- من قوّته على حساب الجيش الإيراني، من خلال الأسلحة والتقنيات الحديثة التي ستتدفَّق عليه، والتي ستمكِّنه من ترسيخ وجوده في المنطقة». وأضافت: «بعد رفع الحظر، من الــمُحتمَل أن يكون لروسيا والصين دورٌ عسكريٌّ في إيران، لكن من المُستبعَد أن تدافع أيٍّ منهما عن إيران، في حالة نشوب صراع مع جيرانها أو مع الولايات المتحدة».

وفي سياق هذا السيناريو، ناقشت فونتينروز موقف دول مجلس التعاون الخليجي المــُحتمَل، وإذا ما كان لديها القوّة اللازمة للضغط على موسكو وبكين للحدّ من تدفُّق الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية لإيران، ولكبح سلوكها في المنطقة.

إلى ذلك، ناقش المحلِّل كسرى عربي موقف الدول الأوروبية من آلية سناب باك، منوِّهًا إلى أنّ الأوروبيين يتشاركون مع واشنطن في مخاوفها من رفع حظر الأسلحة عن إيران، إلّا أنّهم -وعلى العكس من واشنطن- ملتزمون بالحفاظ على الاتفاق النووي. وقال: «يرى الأوروبيون أنّ واشنطن كان عليها أن تُشاركهم بشكلٍ أكبر قبل تفعيلها آلية سناب باك، ويعتقدون أنّ بوسعهم التوصُّل لاتفاقية مع روسيا والصين، لفرض قيود على صادرات الأسلحة المتطوِّرة إلى إيران». ثُمّ عرّج عربي للنقاش حول الداخل الإيراني، «حيث يُحكِم الجناح المتشدِّد فيه من قبضته على مؤسَّسات الدولة»، مُشيرًا إلى أنّه «من المُرجَّح أن يسيطر الحرس الثوري على الدولة الإيرانية، بعد انتهاء ولاية خامنئي. وإذا حدث هذا السيناريو، ستغلق إيران باب الحوار تمامًا مع الغرب».