-A +A
منذ تأسس هذا الوطن وبناء العقول والأفئدة شغل المسؤولين الشاغل، ذلك أن الشباب المتسلح بالمعرفة يعزز بناء الكيان ويحمي لحمته وسُداه، ويعلي شأنه ويذود عن حياضه. وإذا كنا اعتمدنا على التعليم التقليدي القائم على التلقين لحقب عددا بحكم الحاجة إليه فإن معطيات العصر لم تعد تتقبله ولا تحتمله.

وتضطلع وزارة التعليم بدور ريادي وأولي بحكم أنها المعنية بتعبيد طريق الأجيال ورسم أسس ملامح التحول الوطني عبر تأصيل برامج رقمية تكاملية تهدف إلى استئصال شأفة النمط المكرور للتعليم، واستبداله ببيئة تعليمية ممتعة بالتفاعل الإيجابي بين المعلمين والطلاب ومخلّصة من أعباء البيئة الورقية التقليدية، وتدفع الطلاب والطالبات إلى التعامل الإيجابي مع منتجات التقنية، وتتيح مساحات التعليم والتعلم إلى خارج حدود ونطاق الفصل الدراسي والبيئة المدرسية، وتمكن الطالب من المهارات الشخصية التي تجعله أكثر جاهزية للدراسات الجامعية وتؤهله لسوق العمل، بما حاز من معرفة رقمية تفاعلية تعزز الإستراتيجيات الحديثة وتفتح فرص التوظيف.


ولن تبخل دولتنا على مبادرة التحول نحو التعلم الرقمي بل ستبذل بسخاء لتأسيس مفهوم جديد للمدرسة وصياغة مفاهيم أكثر ملاءمة للغة العصر، ومنها مفهوم المدرسة الذكية والافتراضية التي تحقق جودة التعليم وترفع مستوى الأداء التعليمي في كل الأماكن ومختلف الظروف، وتحيل الطالب والطالبة إلى شريك فاعل في إنتاج واستنباط المعلومة واعتماد لغة الحوار.

وتتجه المدرسة الافتراضية إلى الإفادة من الكوادر التعليمية المتميزة في مدارس التعليم العام في مراحله الثلاث خصوصاً في المناطق النائية، كما توفر مناهج دراسية رقمية لجميع أنواع ومراحل التعليم العام، وبيئة إثرائية متنوعة يسهم فيها المستفيدون والخبراء المتخصصون، ما يتيح فرصاً تعليمية وتدريبية، وتطوير هوايات ومهارات داعمة لكافة المستفيدين، كما تسهم في تخفيف مخاطر وأعباء المعلمين والمعلمات بين القرى والأماكن النائية، وتطوي ملف التعليم التلقيني وتودعه مقبرة التاريخ.