-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
سجّل العام ١٩٥٢ باكورة العلاقات السعودية اللبنانية المميزة التي أرسى دعائمها الملك عبدالعزيز رحمه الله والرئيس كميل شمعون أول الرؤساء اللبنانيين، حين زار الأخير المملكة؛ لتنطلق مسيرة المواقف التاريخية للمملكة مع للبنان وشعبه في جميع العهود السعودية، والوقوف معه في مِحَنه وأزماته، حيث عملت القيادة السعودية دائما على مساعدة لبنان لحل خلافاته وتفكيك أزماته وإبعاد شبح الكوارث والنكبات عنه.

لم تتخل السعودية يوما عن لبنان على كافة الأصعدة لعقود فكان الدعم الاقتصادي والاستثماري والمالي ملازما ومواكبا للدعم السياسي والمعنوي، دون منّة أو ثمن، ومجردة من الغايات، بل هي احتضان ودعم الشقيقة الكبرى للبنان أرضا وشرعية وشعبا.


امتد دعم المملكة المتواصل للبنان لتسجل السعودية إنجازا مفصليا في تاريخ لبنان بإنهاء الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما، وتمكنت من حقن دماء اللبنانيين من خلال اتفاق الطائف، إذ عقد اجتماع استثنائي لمجلس النواب اللبناني في مدينة الطائف وتم إقرار وثيقة الوفاق الوطني اللبناني المعروفة باسم اتفاق الطائف، والتي أكدت هوية لبنان العربية، وجاءت بعدد من الإصلاحات في النظام السياسي اللبناني ليصُدِّق الاتفاق في جلسة مجلس النواب البناني بتاريخ 5 نوفمبر 1989، ليصبح فيما بعد بتاريخ 21 سبتمبر 1990 دستورا جديدا للجمهورية اللبنانية.