-A +A
لم يكن مفاجئاً إعلان شركة «نيوم» أمس (الثلاثاء) عن توقيع اتفاقية شراكة لبناء أكبر مشروع هيدروجين أخضر في العالم بقيمة 5 مليارات دولار، إذ تتبنَّى المملكة رؤيةً تتمثل في اعتماد مشروع «مدينة نيوم» اعتماداً كاملاً على مصادر الطاقة المتجددة، مع تبنِّي استخدام سيارات الهيدروجين في المدينة. وتُعد هذه الخطة جزءاً محورياً في رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

كما أن هذا المشروع سيوفر حلولاً مستدامة لقطاع النقل العالمي؛ لمواجهة تحديات التغير المناخي من خلال حلول عملية لتخفيض الانبعاثات الكربونية.


الاتجاه نحو الطاقة البديلة يعد هدفاً للكثير من الدول للحد من آثار التغير المناخي الذي يهدد العالم، لكن بعض مصادر الطاقة البديلة تواجه الكثير من التحديات؛ ومنها أن الشمس -على سبيل المثال- لا تظهر ليلاً، كما أن إنتاج الطاقة من الرياح مُتقلِّب بطبيعته؛ لذلك يُمكن للهيدروجين الأخضر زيادة نسبة الطاقة والقضاء على الانبعاثات الكربونية في العديد من القطاعات بصورة أكبر من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى، إذ إن إنتاج الطاقة في الوقت الحالي يساهم بـ40% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالمياً، ولكن هذا الرقم سينخفض مع استمرار نمو الطاقة المتجددة وانتشارها. أما القطاعات الأخرى مجتمعة؛ مثل الصناعة والنقل، فتساهم بنسبة 55% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم، لذا فإن الاتجاه لتوقيع مشروع عملاق لاستخدام الهيدروجين يجسد التزام المملكة بتطوير مجتمع خالٍ من الكربون، الأمر الذي يشكّل رمزاً لمعيشة استثنائية ومستدامة وهي إحدى ركائز رؤية 2030 التي يطمح لها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.