خبر عاجل
بين النجيل الصناعي وأسمنت المدرجات في الملاعب التي تشيّدها قطر لاستضافة كأس العالم 2022، وعشرات المشاريع الإنشائية، لا تزال جراح العمالة الأجنبية التي عانت ظروفا صعبة، وصفتها منظمات حقوقية بـ«العبودية»، لم تندمل. فيما لا يزال عدد ممن فقدوا حياتهم من العمالة تحت تلك الظروف المزرية غامضاً في ظل التكتم الرسمي، حتى أضحت بيئة العمل في تلك المواقع كـ«نظام السخرة».

وبرزت النسخة الـ 22 من البطولة العالمية كأكثر النسخ منذ عام 1930 إثارة للجدل والشبهات، بدءًا من إعلان فوز قطر باستضافتها، وما أثير من فضائح رشاوى وشراء ذمم في الاتحادات الدولية، مروراً بظروف العمالة التي تعمل على بناء منشآت البطولة الدولية، والانتهاكات الجسيمة التي لحقت بهم في ظروف صعبة.

ومنذ إعلان فوز الدوحة المشبوه باستضافة كأس العالم، في ديسمبر 2010، وحتى اليوم، لا تزال الدوحة تعاني من الفضائح المتوالية، لعل آخرها إعلان هيليل نوير، الرئيس المؤسس لقمة جنيف لحقوق الإنسان والديمقراطية، استدعاء قطر بشكل غير مسبوق غداً (الثلاثاء) في قمة جنيف السنوية الثانية عشرة لحقوق الإنسان والديمقراطية، لمناقشتها حول ما اعتبره «استعباد العمال»، في معرض تعليقه على ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية عن منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن تأخر صرف الدوحة لرواتب العمال في مشاريع كأس العالم.

وشملت أجندة قمة جنيف لحقوق الإنسان، عرض «عبودية كأس العالم في قطر»، ما سيسلط الضوء من جديد على الانتهاكات الفظيعة التي يتعرض لها العمال هناك.

ورغم محاباة منظمة «هيومن رايتس ووتش» لنظام «الحمدين» في الدوحة المتورط في العديد من الانتهاكات بحق مواطنيه، إلا أن رائحة ظروف عمال مشاريع كأس العالم، تزكم الأنوف كونها تحظى باهتمام عالمي، ما دفع المنظمة إلى انتقاد تأخر السلطات القطرية في معالجة دفع رواتب الموظفين في مشاريع كأس العالم.

وقالت المنظمة إن الكثير من الموظفين الإداريين والعمال لم يتسلموا مرتباتهم لأكثر من خمسة أشهر، وهاجم مايكل بيج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، السلطات القطرية التي «تهتم أكثر بالترويج للإصلاحات الطفيفة في وسائل الإعلام أكثر من إنجاحها».

وقال بيج، في بيان نشرته المنظمة السبت الماضي (اطلعت عليه «عكاظ»)، إنه ينبغي للفيفا والحكومة القطرية ضمان أن يدفع أصحاب العمل الأجور المتأخرة فورا ويغرَّموا حسب الاقتضاء، مضيفاً «هذه الحالة لمئات الأجور المتأخرة تؤكد مجددا أن نظام حماية الأجور وإدارة حماية الأجور ليسا كافيين لضمان حصول العمال الوافدين في قطر على رواتبهم في الوقت المناسب وبالكامل».

وأفصح موظفون تحدثوا لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» عن إجبارهم على العمل بدون أجر في ظل التهديد بالخصم عليهم، قبل أن يقرر عديد من الموظفين التوقف عن العمل حتى يتلقون أجورهم.

وتقول المنظمة الحقوقية إن صاحب العمل القطري وجّه تهديدات مماثلة لإبقاء العمال يعملون طوال ديسمبر ويناير، ويشغّل صاحب العمل أكثر من 6 آلاف عامل ولديه أكثر من 25 مشروعا حاليا في قطر. تشمل المشاريع ملعبا في الدوحة سيستضيف مباريات كأس العالم 2022، والشوارع المحيطة بالملعب، ومشروع بناء طريق يربط مناطق وسط الدوحة بعدة ملاعب ستستضيف كأس العالم.

ورغم إمكانية تعرض العمال المضربين عن العمل للاعتقال، إلا أن بعضهم يؤكد أن عائلاتهم التي تتضور جوعاً في بلدانهم تستحق المخاطرة.
loader