-A +A
ثبت أمس عملياً أن خطوة نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب للقدس المحتلة ستثير اضطراباً لن يتوقف على المذبحة الإسرائيلية بحق 52 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 2000 محتج فلسطيني. فقد فقدت الولايات المتحدة من جراء هذا القرار قدرتها على أن تكون وسيطاً محايداً قادراً على إحلال سلام بين العرب والكيان الإسرائيلي. كما أن ردود الفعل المناهضة للخطوة الأمريكية جعلت الولايات المتحدة في عزلة حتى من جانب حلفائها الغربيين والعرب. وستمنح الخطوة الأمريكية حكومة نتنياهو ضوءاً أخضر للاستيلاء على مزيد من الأراضي العربية المحتلة، من دون أي اعتبار لمقررات الشرعية الأممية. وسيعني الأمر تطاول أمد هذا النزاع الدامي الذي يجمع عقلاء العالم على أنه أحد مسببات التطرف والإرهاب الذي يدمي العالم في كل أرجائه. ومهما طال أمده، فإن الأراضي العربية المحتلة يجب أن تعود لأصحابها، وإن القدس المحتلة ليست مدينة يهودية، بل هي مدينة جميع الأديان السماوية، خصوصاً الإسلام والمسيحية. وعلى رغم دماء شهداء فلسطين التي أريقت، فإن بيد الولايات المتحدة أن تراجع مواقفها، وتتراجع عن الخطوات التي تزيد تأجيج النزاع والاضطراب، لأن السلام والاستقرار في هذه المنطقة يضمن لها سلاماً واستقراراً في أراضيها ولحلفائها الكثيرين.