عناصر من ميليشيات الحشد في الموصل.  (عكاظ)
عناصر من ميليشيات الحشد في الموصل. (عكاظ)
-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
ziadgazi@

إن أجري إحصاء لمشهدية التفاوض والصفقات، إن على صعيد الأزمة السورية أو على صعيد ما يحدث في العراق، فإن طرفا ثابتا كان المحرك والشريك في التفاوض ما بين الحشد الشعبي والنظام السوري والميليشيات الإيرانية الطائفية من جهة، وما بين فصائل الثورة السورية من جهة أخرى. فإن قطر كانت دائما هي العنصر الثابت في كل هذه المفاوضات.


الأرقام تتحدث، فكل الأسرى من الحرس الثوري الإيراني الذين سقطوا في قبضة الثوار السوريين منذ انطلاقة الثورة وحتى هذه اللحظة كانت عملية إطلاق سراحهم من ضمن صفقات مرنة تحصل دائما عبر الوسطاء القطريين. وكأن مهمة قطر كانت في فك أسرِ كل مجرم إيراني اعتقل في سورية. في الوقت ذاته فإن الصفقة الفضيحة هي التي تمثلت بإخراج الشعب السوري من عدد من المناطق والقرى تحت حُجة حفظ دمائهم وكأن قتالهم لسنوات مرت وصمودهم البطوليّ كل تلك السنوات لم يكن ذا فائدة. فكانت قطر عبر هذه الصفقات شريكة أصيلة في عملية التطهير الديموغرافي الذي أطلقته ايران في سورية من أجل القبض على هذا البلد العربيّ وتغيير هويته وملامح سكانه.

إن الدور الذي لعبته قطر في سورية والعراق، هو دور صفته الشُبهة، فكلما كانت تضيق الموارد المالية للحشد والميليشيات الإيرانية كانت قطر هي السباقة في ابتكار الصفقات من هنا وهناك على حساب آلام ودماء الشعبين السوري والعراقي لتكون خلاصتها مبالغ تُدفع لميليشيات الملالي كي تفك أزماتها وتنازلات جديدة يدفع ثمنها السوريون والعراقيون. هي الشراكة الكاملة ما بين قطر وهذه الميليشيات لتشويه مطالب الشعوب ولإجهاض ثوراتها ولحرف كل الأهداف التي خرج من أجلها السوريون والعراقيون رفضا للظلم والقهر والطائفية. المال القطري في العراق وسورية لم يكن يوما مالا نظيفا، بل كان مالا مسخرا لأجندة إيرانية ولأهداف وضعها الملالي لضرب أمن واستقرار المجتمعات العربيّة والإسلاميّة.

القناع عن وجه قطر سقط كما سقط القناع عن وجه الملالي، إنها ليست بأزمة بين دولة ودولة أخرى، بل هي ساعة الحقيقة التي دقت والتي لا بدّ أن يدفع ثمنها المخطئون. هذا هو حشد الدوحة.. المال قطري والسلاح طائفي لقتل السنة.