-A +A
فارس القحطاني (الرياض)
هاجم أعضاء مجلس الشورى أمس (الأربعاء) تقرير هيئة الإذاعة والتلفزيون، وأكدوا أنها غير قادرة على التأثير والانتشار في ظل المنافسة الكبيرة التي تواجهها أمام القنوات الخاصة والتلفزيونات، لافتين إلى أنها تجاهلت الشركات الوطنية وتعاقدت مع شركة أجنبية لصياغة إستراتيجيتها.وقال الدكتور عبدالله الجغيمان: «الهيئة غير قادرة على منافسة القنوات التجارية، وتعاني من تضخم كبير في عدد الموظفين لديها وبطالة مقنعة، وأنها لا تزال تُدار بالعقلية الإدارية والمالية القديمة وغير المرنة، ويتطلب الأمر أن تكون إدارة مرنة وفاعلة»، مضيفاً أن المملكة تتعرض لهجمات على مستوى المجتمع والاقتصاد والأمن والتعليم والشباب، وتساءل: أين دور الهيئة في تقديم برامج توعوية وتحصين لفئات من المجتمع، لافتاً إلى أن الأفراد السعوديين في قنوات اليوتيوب والفيس بوك لهم تأثير أكبر مما تعمل عليه الإذاعة والتلفزيون.

غياب البرامج الشبابية


ومن جانبه، قال الدكتور مشعل السلمي: «الهيئة لديها 466 وظيفة شاغرة، وأفادت في تقريرها بأنها بحاجة إلى الوظائف فكيف بها لا تشغل هذه الوظائف بالكفاءات التي تحتاج إليها، وكما أن توزيع البرامج لدينا لا يتواكب مع المتغيرات الحالية، إذ إن نسبة الشباب في المجتمع السعودي 60% فأين البرامج المخصصة لهم والتي تدعمهم وتحافظ عليهم وهم رجال المستقبل وسند هذا الوطن»، وتساءل: كيف للهيئة أن تتعاقد مع شركة أجنبية لتقدم لها إستراتيجية، ولدينا كليات وأقسام ومراكز إعلامية كفيلة بأن تقدم مثل هذه الإستراتيجية، وهذه الكليات والمراكز أولى بأن تقدم هذه الإستراتيجية بدلا من شركة أجنبية؟، مشدداً على الجهات الحكومية عدم التعاقد من أي شركة أجنبية لتقديم الخدمات لها في حال توفر البديل الوطني المحلي.

وأوضح الأمير خالد آل سعود أن لدى هيئة الإذاعة والتلفزيون 6183 وظيفة، 10% منها وظائف شاغرة، وأن الهيئة بيّنت في تقريرها أن المشكلة التي تعاني منها هي زيادة عدد الموظفين لديها وأنها بحاجة إلى تأهيلهم، ولكن لم تقدم الطريقة أو العلاج لهذه المشكلة، بل رمت بالمشكلة فقط دون تقديم حلول لها من وجهة نظرها، وقال: «هناك 2000 وظيفة على عقود الصيانة والتشغيل ويصرف عليها من الباب الثالث لميزانية الهيئة والبالغة ملياري ريال سنوياً، كما أن 1% من إيرادات الميزانية يمثلها ريع الإعلانات التجارية وهو رقم ضعيف ولا يتناسب مع رؤية المملكة للتحول الوطني 2020».

وأضاف «هناك غياب لدى الهيئة في تقديم برامج تتحدث بلغة الهوسا والتي يتحدثها نحو 80 مليون شخص في أفريقيا، وكذلك غياب دور الهيئة في التوعية الدينية والثقافة الدينية في أفريقيا في مواجهة المد الصفوي في تلك القارة».

وتساءل عضو المجلس الدكتور فهد بن جمعة: هل نحن فعلاً بحاجة إلى أربع قنوات تلفزيونية؟ ولماذا لدينا إذاعة للرياض وأخرى لجدة وقد تكون هناك إذاعة للدمام؟، لماذا لا يكون هناك دمج لتلك الإذاعات والقنوات؟.

من جهتها، أكدت عضو المجلس الدكتورة أمل الشامان أن الهيئة وضعت هيكلية دون أن تطبقها بسبب أن هناك ملاحظات على الشركة الأجنبية التي قدمتها، وتساءلت: من الذي تعاقد مع الشركة؟ ولماذا لا يكون هناك وقف للهدر الهائل لأموال الهيئة؟، مضيفة أن الشركة سوف تعطى نظير أتعابها وهي لم تقدم شيئاً على أرض الواقع للهيئة. وبينت الشامان أن قنواتنا المحلية لديها تكرار لبرامجها بينما قضايانا الاجتماعية والاقتصادية تناقش بكل شفافية في القنوات الأخرى المنافسة، فلماذا هذا النفور من مناقشة مثل هذه القضايا بشكل شفاف في قنواتنا المحلية، والهيئة معنية بإعادة النظر في دراسة الهيكلية وتطوير المحتوى للبرامج التي تقدمها قنواتنا المحلية.

وأكد عساف أبو ثنين ضرورة استفادة الهيئة من تجارب المدن الإعلامية في الدول الشقيقة والصديقة لتطوير أدائها، وقال: تحول التلفزيون السعودي إلى بيئة طاردة للكفاءات السعودية، لتصبح القنوات الأخرى جاذبة لهم بسبب أن الهيئة ومن خلال مجلس إدارتها لا تزال تعمل بنظامها القديم الإداري والمالي.

قناة وثائقية

وطالب الدكتور خالد العقيل بقناة وثائقية، باعتبار أن المملكة تزخر بالعديد من الثقافات والحضارات على أرضها سوف تساهم في تعزيز مكانتها على الصعيد الإعلامي، كما هو الحال على القنوات الوثائقية في بعض القنوات الأخرى.