-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
كأنما الكوارث اليومية تردد على مسامع الأسفلت في منطقة الباحة «أيّنا قاتلٌ يا صديق، أنا أو أنت فلنقترع قبل حكم الطريق»، كون شباب في ريعان الصبا وربيع العمر دفعوا حياتهم ثمناً لأخطاء فنيّة ربما لم يضعها في ذهنه رسّام الخريطة ولا منفذها، وفي ظل تشابه أسباب الحوادث تتقاذف الجهات المعنية المسؤولية عن خطايا مسلسل الاغتيال شبه اليومي لفلذات الأكباد فيما يكون المخرج المرن بتحميل السائق الراحل والمركبة التالفة المسؤولية الكاملة وكأن شيئاً لم يكن.

ولم يتورع مواطنون عن تحميل إداريين سابقين مسؤولية تفويت الفرص على المنطقة من خلال إهمال اعتماد طرق وصيانتها وتعديل مساراتها في زمن الوفرة، إذ لم تشهد المنطقة طيلة عقدين «1996- 2011» أي مشاريع تنموية لافتة تخدم المواطنين وتحقق لهم الأمان اللازم لحياة سالكي الشوارع من البسطاء والكادحين.


ولا يكاد يخلو السجل اليومي للهلال الأحمر من توثيق حادثة مؤسفة على طريق الباحة العقيق، أو الطريق السياحي الرابط بين الباحة ومحافظة المندق، أو محافظة بلجرشي، ناهيك عن حوادث طريق العرضيات وطريق المخواة الحجرة قلوة.

ويؤكد المتحدث باسم صحة الباحة ماجد الشطي أن ما يقارب 20 % من أسرّة المستشفيات يشغلها مصابو حوادث الطرق، وتطلّع لوضع آليات تكاملية تحدّ من نسبة الحوادث.

مؤكداً أن صحة الباحة تستنفر طاقاتها في مباشرة الحالات ونقلها بالمسعفين المؤهلين عبر سيارات الإسعاف المجهزة بكل وسائل الإسعاف والأجهزة، إضافة إلى استقبال الحالات من فرق متخصصة بالحوادث في أقسام الطوارئ بالمستشفيات وتعمل خلال الأربع وعشرين ساعة على فرز الحالات بحسب نوعية الإصابات الطارئة، ومنها إصابة الرأس والصدر والبطن، والمتوسطة، والباردة، مشيراً إلى أنه يتم الرمز لـ(كود) كل حالة بالألوان حسب نوعية الحالة فالخطرة تتخذ مسار الأحمر والأقل خطورة الأصفر والخفيفة الأخضر.

فيما أوضح مدير فرع وزارة النقل في منطقة الباحة المهندس مسفر المالكي أن الطرق الحديثة تلافت الكثير من الأخطاء السابقة، ولفت إلى أن وزارة النقل تشدد على تطبيق أسس ومعايير السلامة والأمان على الطرق في كل مشاريعها، بداية من مراحل التخطيط والتصميم، واختيار المسارات، ومراعاة المنحنيات الأفقية والرأسية، وعبور الأودية والشعاب، وتحديد الجسور والعبّارات المطلوبة، مؤكداً اعتبار سلامة الحركة المرورية على جميع الطرق.

ويرى مصدر مروري أن دور مرور الباحة وقائي بدءاً من التوعية، مروراً بنشر الدوريات على الطرق إضافة إلى رصد السرعات ومخالفة المتجاوزين للسرعات وأنظمة المرور.