-A +A
حمود أبو طالب
أصبح «التنمر» مصطلحاً متداولاً في كثير من المجالات، ودخل قاموسنا كإضافة جديدة على أنماط التعبير في ساحات التواصل الاجتماعي والخطاب الإعلامي والاجتماعي، بل وحتى التعليمي ما جعل وزارة التعليم تفكر في إنشاء لجنة عليا لمعالجة ظاهرة التنمر في المدارس، لاحظوا أننا أصبحنا نتحدث عن ظاهرة، وفي معاقل التعليم للأسف، والمقلق أكثر أنها تحدث في مدارس صغار السن، الابتدائية والمتوسطة، أكثر منها في المستويات الأعلى بحسب الحوادث التي نطلع عليها بشكل متكرر.

كان ما يمكن تسميته تنمراً في مدارس زمان لا يزيد على مشادات استعراضية بعد الخروج من المدرسة قد تنتهي بخدوش وكدمات بسيطة يتعرض مرتكبوها إلى عقاب رادع في البيت والمدرسة، لكن تنمر اليوم تطور بين الصغار إلى استخدام سلاح أبيض وما يقترب من حرب شوارع بين عصابات صغيرة، انتهت بعضها بحوادث مؤسفة، ولا تمر فترة قصيرة إلا ونسمع عن حادثة جديدة.


هذه القضية المقلقة تحتاج إلى بحث علمي دقيق وعميق لكل أسبابها المحتملة، المدارس تفتقد للأسف إدارات إشراف وبحث اجتماعي تتخطى الدور التقليدي إلى الشمولي الذي يبحث الوضع في المدرسة والمنزل والظواهر المسببة أو المساعدة على التنمر في البيئة التي يعيش فيها الطالب، وهنا لا يجب أن نغفل كارثة المخدرات التي استشرى وباؤها ليصل صغار السن في المدارس، وهذه معلومة معروفة وليس استنتاجا أو فرضية.

نرجو أن يكون مشروع الوزارة الجديد مختلفاً عن التناول التقليدي السابق لأن ظاهرة التنمر أصبحت مقلقة بالفعل، بل مخيفة.