-A +A
«عكاظ» (الرياض)

استكملت الشركة الوطنية لخدمات كفاءة الطاقة «ترشيد» مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية أعمال إعادة تأهيل مباني المقر الرئيس لـ«سابك» حيث كانت الشركتين قد وقعتا عقداً في مدينة الرياض أواخر العام 2019م.

وقامت «ترشيد» باستبدال ما يقارب 50 ألف مصباح إنارة داخلي وخارجي للمبنى الرئيس، والمباني المجاورة له، إذ يبلغ معدل الاستهلاك الكلي للمجمع الرئيس 32,969,442 (كيلو واط ساعة)، فيما يبلغ معدل الاستهلاك لأجهزة الإنارة الداخلية والخارجية لجميع المباني 5,743,436 (كيلو واط ساعة). ومن المتوقع أن تحقق كل من (ترشيد) و (سابك) تخفيضاً بحوالي 3,1 (مليون كيلو واط ساعة)، أي ما يعادل 55% من معدل الاستهلاك لأنظمة الإنارة الداخلية والخارجية، أو 11% من إجمالي الاستهلاك العام.

يأتي هذا المشروع امتداداً لمشروعات كفاءة الطاقة التي تمت في القطاع الحكومي، وتعتبر (سابك) أحد أهم الجهات الداعمة لمشروعات ومبادرات كفاءة الطاقة؛ حيث إنها تلعب دور حيوياً في تبني المستهدفات الوطنية في هذا الخصوص، ولها عددٌ من البرامج الداخلية التي تستهدف وتدعم مبادئ الترشيد ورفع الكفاءة ومن أهمها (موطن الابتكار).

وقال نائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي يوسف بن عبد الله البنيان بهذه المناسبة:«تفتخر (سابك) بأنها من أوائل الجهات التي تبنت هذه المبادرة في القطاع التجاري في المملكة بالشراكة مع (ترشيد). فالاستدامة في صميم اهتمام (سابك) منذ تأسيسها، ومسؤوليتها البيئية لا تنفصل عن عملياتها الإنتاجية. ونحن نواصل التزامنا بهذا النهج بالشراكة مع جميع الجهات المحلية والعالمية ذات التجارب المميزة في ممارسات ترشيد الطاقة وتحسين كفاءة استهلاكها، كما نعمل باستمرار على توظيف الابتكار والتقدم التقني والبحث العلمي في إيجاد الحلول المستدامة».

وأوضح العضو المنتدب، والرئيس التنفيذي لشركة (ترشيد) وليد الغريري أن آلية العمل بدأت من إعداد دراسة تفصيلية فنيّة على المبنى، وشملت تحديد معدلات استهلاك أنظمة الإنارة الحالية، والقيام بالدراسات الضوئية لتحديد معدلات الإضاءة المتطلبة، ومدى مطابقتها للمواصفات السعودية والمعايير الدولية، وتحديد الأنظمة المناسبة من حيث الاستهلاك وعلى الأخص شدة الإضاءة والتغطية، بعد ذلك تم إحلال أنظمة إنارة مرشدة للطاقة محل الأنظمة السابقة.

وأضاف أن نسبة التوفير المتوقعة من هذا المشروع تساوي تفادي 11,960 طن متري من انبعاثات الكربون الضارة، أي ما يعادل زراعة 198,000 شتلة.

الجدير بالذكر أن مشروعات إعادة التأهيل الرامية إلى خفض استهلاك الطاقة تصب بشكل مباشر في أهداف الاستدامة التي تمارس المملكة فيها دوراً محورياً ومن ذلك وضع الخطط المستقبلية ورسم السياسات المتعلقة بها، بوصفها أكبر الدول المنتجة للطاقة في العالم، حيث قامت بتطوير مبادرة الاقتصاد الكربوني الدائري التي تشرف عليها منظومة الطاقة في المملكة، والتي تبنتها قمة العشرين المنعقدة مؤخراً في المملكة العربية السعودية، إذ وضعت هذه المبادرة إطاراً منهجياً قائماً على خفض وإعادة الاستخدام والتدوير والتخلص من الانبعاثات الكربونية الضارة، وهو ما يساعد على استعادة التوازن لدورة الكربون بنفس الطريقة التي تحدث في الطبيعة.

كما تجدر الإشارة إلى أن الشركة الوطنية لخدمات كفاءة الطاقة (ترشيد) تهدف إلى رفع كفاءة استهلاك الكهرباء في القطاع الحكومي والخاص، ويُعد مشروع (سابك) أول مشروعات الشركة في القطاع الخاص، والذي يأتي وفق الممارسات العالمية لتطوير قطاع حيوي لكفاءة الطاقة قادر على تلبية الطلب المتزايد لمثل هذه الخدمات في مختلف المجالات.