م. محمد القباني
م. محمد القباني
-A +A
طالع الأسمري (الجبيل) Alasmari_T@

سجلت أسعار خام برنت استقرارا عند مستويات 44 دولاراً وعلى الرغم من ذلك فقد لامست مستويات 46 دولاراً مطلع الأسبوع الماضي، بفعل الأعاصير التي ضربت خليج المكسيك وما شهدته حالة العرض والطلب نتيجة ذلك الحدث من دفع الأسعار لتلك المستويات، وعلى ما يبدو أن أسعار خام برنت تعيش هذه الفترة ثباتاً نسبياً بفعل عدة عوامل من أهمها نتائج التقرير الأسبوعي لوكالة الطاقة الأمريكية EIA الذي أوضح التراجع الحاد في مخزونات النفط الخام بواقع 9.3 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما جاء أكبر بكثير من توقعات المحللين التي كانت تبلغ 1.9 مليون برميل، كما أن من بين تلك العوامل أيضاً المخاوف من ضعف الطلب بشكل عام حول قطاع الطيران وحركة السفر خلال الفترة الحالية وعدم وضوح الرؤية في عودتها بوتيرة أسرع مما هي عليه الآن، وبحسب بعض التقارير والخبراء بأنه من المتوقع أن تتحسن الأسعار الأسبوع الحالي مع عودة تشغيل المصافي وتعافي الطلب تدريجياً.

من جهته، أوضح لـ«عكاظ» الخبير المختص في النفط والطاقة المهندس محمد القباني أن الارتفاع لخام برنت مطلع الأسبوع الماضي كان متوقعاً حيث سجل 46 دولاراً بسبب إعصاري ماركو ولورا حيث حدثا في موقع جغرافي هام جداً لصناعة النفط وهو خليج المكسيك الذي ينتج ما يقارب 17% من إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية أي تقريباً مليوني برميل يومياً، لذلك أدى إيقاف الإنتاج في تلك المنطقة إلى انخفاض المعروض في الأسواق بما يقارب المليون برميل يوميًا وهذا شكل قلقاً لمستهلكي النفط الأمريكي ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بهذا الشكل.

وحول أسعار خام برنت قال القباني بالنسبة لاستمرار الأسعار بالانخفاض على الرغم من انخفاض المخزون الأمريكي، فهذا كان متوقعاً من الخبراء والمختصين حيث إن توقف الإنتاج، وتوقف الملاحة التي بدورها تسببت في تأخير وصول الواردات النفطية المتجهة إلى أمريكا أدى إلى انخفاض المخزون الأمريكي.

إضافة إلى ما تسببه الفيضانات الناجمة عن هذه الأعاصير من أضرار جسيمة في المصافي الأمريكية الممتدة على الساحل الجنوبي والجنوبي الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية المطل على خليج المكسيك، مما سبب ضغطا سلبياً على الطلب وهذا ما انعكس سلبياً على أسعار النفط هذا الأسبوع.

وحول ما يشهده السوق النفطي من استقرار لافت بفعل الجهود الكبيرة المتعاظمة من قبل الحلفاء في اتفاق «أوبك+» بين القباني أن «أوبك+» وحلفائها أثبتوا أن قراءتهم المتميزة للأسواق كانت الكفيلة بإنقاذ الأسواق من مستويات ١٦ دولارًا ونقلوه إلى ما نراه حالياً من أسعار تعد مناسبة للفترة الحالية إلى أن يتعافى الطلب ويعود إلى مستوياته المعتادة.