-A +A
الشاعر جاسم الصحيح:

نحتفل بالشعر عرفاناً منا له بما قدَّم للإنسان من معنى يعمّق إيمانه بالحياة، وما رمّم من صدوع الحزن البركانية التي تملأ أرضية النفوس البشرية. إنه الشعر يعود إلى يوم عيده العالمي وفي عينيه بريق البُزاة ولمعان حقول الكرز، وتحت لسانه قبائل التفاح وسلالات السكَّر.


ها هو يعود وقد انغرست قدماه في أعمق نقطة من المكان، وارتفعت هامته إلى أعلى شرفة من الزمان. ها هو يعود حاملاً أمصال الدهشة كي يحقنها في عروقنا مخافةَ أن يتكلَّس فيها الضجر.

يعود الشعرُ هذا الكائن الجميل النبيل العاشق الحالم المتأمل المحلِّق.. وها هي صبايا الكلمات تتنهَّد كلما باغتها جمالُ لفتاته، وتتراقص أعناقها كلما داعبتها موسيقى خطواته.