جانب من ندوة الفنون.
جانب من ندوة الفنون.
-A +A
علي الرباعي (الرياض)okaz_online@
أكد مشاركون في ندوة (اقتصاديات الثقافة والفنون) على أن البيئة الاستثمارية الثقافية في المملكة لم توظف اقتصادياً، ما يلزم إعادة النظر لتحويلها من حالة استهلاكية إلى إنتاجية مربحة، لتواكب ما تضمنته رؤية المملكة 2030 من لوائح ومواد الاقتصاد المزدهر.

وتحدث نخبة من المشاركين في فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2019، مساء أمس الأول في الندوة التي أدارها الدكتور فهد اليحيا عن أفكار وأمان وتطلعات، إذ تناولت المحاضر بقسم اللغة العربية وآدابها في جامعة الملك سعود أريج السويلم دلالة الاقتصاد المزدهر الوارد في رؤية المملكة 2030، وما يترتب عليه من إشراك النخب الثقافية في صناعة ثقافة وطنية وإنسانية واستحداث أدوات استثمارية جديدة في الثقافة والفنون وتفعيل الاستثمار فيها، مع زيادة الوعي المجتمعي بأهمية الثقافة والفنون ودورها في ترسيخ الهوية الوطنية، ودعت إلى مأسسة العمل الفني وحوكمته، وتوفير التمويل ورأس المال الداعم للاستثمار في الثقافة والفنون. وأكدت السويلم على أن تكاليف الأعمال الثقافية والفنية غير ملموسة ويصعب التكهن بمردودها المالي، لذلك فإن بعض المستثمرين يتخوفون من الاستثمار في هذا المجال، لافتة إلى أن المجال الفني مفتاح للتنمية الاقتصادية ويمكن من خلاله جلب إيرادات مالية عالية، إذا ما أدرجت مع صناعات أخرى عبر توظيفها في السياحة باعتبارها قوة ناعمة للبلاد تسهم اقتصادياً في توفير فرص عمل جديدة وتقليص معدلات البطالة.


فيما ذهب الكاتب في مجال اقتصاديات الثقافة هيثم الماجد إلى أن المملكة بحاجة إلى تعزيز الثقافة التراثية والآثارية، ومنها محافظة العلا ودرب زبيدة ورحلات الحج القديمة، ما يؤذن بفتح آفاق للاستثمار بالقوة الناعمة والفنون، واستقطاب نخبة المستثمرين في مجالات الإنتاج والنشر والتوزيع، وبناء قوتها الناعمة لتتوازى مع ثقل المملكة الاقتصادي والسياسي.

وأضاف أن صناعة التقنية والأفلام والموسيقى وتوزيعها حلّت محل الاستعمار باعتبارها البديل الأكثر لطفاً وأخلاقية، مستعيداً تجارب الدول المتقدمة مع القوة الناعمة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية من أبرز الدول التي انتبهت لذلك، إذ كان ولا يزال تأثير «هوليوود» حاضراً في كل أنحاء العالم.

فيما دعا الفنان التشكيلي صالح الخليفة إلى توظيف أمثل للثقافة والفنون في المملكة باعتبارها بيئة خصبة وغنية بالفرص الاستثمارية، مؤكداً على أنها لم تستغل حتى الآن، مشيراً إلى أنها بحاجة إلى عمل حكومي منظم لدعم البنية التحتية الثقافية. وأضاف الخليفة أن الثقافة والفنون ليست ترفاً أو كماليات بل هوية ثقافية للبلد، وقوة ناعمة له، ويمكن أن تدر مردوداً اقتصادياً عند توظيفها بصور مدروسة ووفق رؤى مختصين.