أميمة الخليل
أميمة الخليل
-A +A
حاورتها: أروى المهنا

تعرف نفسها بابنة «الضيعة» و«صديقة المشرق»، كسبها الوسط الفني فنانة ملتزمة ومختلفة، صاحبة صوت مخملي عالٍ فرض نفسه في العالم العربي والعالمي في وقت واحد؛ إذ فرضت أسلوبها الخاص في الغناء لكبار الأدباء، خصوصاً الشاعر الراحل محمود درويش.

الفنانة اللبنانية أميمة الخليل لم تتردد في تتبع حدسها صوب الموسيقى والغناء، بدأت وصعدت وحلقت حتى غدت أغانيها تنحاز بمفردها نحو الأصالة والتفرد، تعيش اللون الذي تختاره وتتماهى مع كل تجربة جديدة، درست التقنيات؛ إذ تكشف هذا الحوار عن شخصيتها:

بتجرد من كل شيء، وفي حديث نفس، من هي أميمة الخليل؟

•• ابنة ضيعة وبيئة متوسطة تشبعت ضوء القمر ومدى السهل ومسامرة نجوم السماء، حلمت بالحب والهدوء والطمأنينة -صغيرة- واكتشفت أن الوضوح والصدق مفتاح هذه العناصر الثلاثة -كبيرة-.

هل لـ«قرية الفاكهة» أثر في تفرد أميمة اليوم؟

•• طبيعة شخصيتي، علاقتي بمن حولي، تربية ابني ندي، صعوبة إبهاري، بساطة صوتي، كلها عوامل تخبركم إن أصغيتم لما أغني عن «الفاكهة» قريتي.

تحدثت من قبل أن الانطلاقة كانت مع مارسيل خليفة، لكن ماذا عن علاقتك مع محمود درويش؟

•• التقيت الشاعر الكبير ثلاث مرات في حياتي واحدة منها كانت بقصد وما تبقى كانت مصادفة، لم أكن فضولية في هذه اللقاءات، كما أني لم أكن أيضا غير مبالية، كنت أشعر أنه شخص مألوف أو من الأهل حتى، وهذا ما أعتبره شيئاً بديهياً نظراً لما كان يجمعنا من «هم» ومسلك وتعبير.

تحلقين في فضاء خاص بين الأداء واللون الموسيقي المختلف، ما هو مدى أميمة وإلى أين ستحلق بعد؟

•• لا أعلم حقا ماذا يخبئ لي الآتي، طالما صوتي معي وأعمل دوما على صونه، يحفزني كل درب جديد وكل نغم غريب وكل تجربة مغامرة مع أن التنويع صعب على الجميع ويحتاج قدرة وجسد استثنائيين للتأقلم السريع مع كل نقلة، لكني مصرة على هذا النهج وماضية فيه وتستمعون قريباً.

أميمة الخليل، لماذا هذا الولع في أعمالك بالمشرق العربي والهوية العربية؟

•• الذاكرة مشرق، الحاضر شرق والشرق جريح نازف يحتاجنا جميعا لإنعاشه كل من موقعه، موسيقانا وأشعارنا سلاح جبار، سلميٌ، جميل جبار، وخُلقت لأكون واحدة ممن يحملون هذا السلاح سأصونه وأغني به مشرقي، شرقنا.

هل هناك أعمال جديدة بالشراكة مع زوجك الموسيقي هاني سبليني؟

•• طبعا هناك جديد مع هاني، أوله سيكون «شو بحب غنيلك» من كلمات الشاعر الصديق جرمانوسي وألبوم جديد الكامل 12 مقطوعة سيكون «صوت» مع كورال الفيحاء بقيادة المايسترو «باركيف تاسلاكيان» و«صوت» كل ألحانه من المؤلف الموسيقي مارسيل خليفة، شعر: نزار قباني، منصور رحباني، طلال حيدر، إلياس لحود، محمود درويش، مروان مخول، زاهي وهبي، جوزيف حرب، عبير وباشا وطربسي روحانا مع حفظ الألقاب وعشوائية الترتيب، ونحن الآن نعمل على إنهاء التمارين لتسجيله في شهر شباط المقبل.

أنشودة المطر تشكل تجربة مفصلية في حياتك، ما هي القصائد التي تطمح أميمة أن تؤديها؟

•• مطر فعلا تجربة مفصلية في مسيرتي «وعبدالله المصري» مؤلفها حبي وتقديري وامتناني لما بعد مئة جيل، بعدها أطمع بكل قصائد هاني نديم و«جرمانوسي جرمانوسي» و«مروان مخول» أرجو أن أحظى بعمر كاف لطمعي وتحقيقه.

الحب ماذا أضاف لأميمة الخليل؟

•• الحب محركي، لا أستطيع الحركة في عمل مع أحد لا أحبه، ترينني مكبلة لا أستطيع التقدم خطوة ولو وجدت في «مأزق» تنفيذ عمل ملزمة به لسبب أو بآخر.

العاطفة الإيجابية عنصر ضروري لحركتي وبرمجة رأسي في الحياة إجمالا، أعترف، لا أعمل أو لا شيء فيّ يعمل إلا بدافع الحب.

كيف يمكن للأغنية الملتزمة أن تنتصر للإنسان ؟

•• هي حكما منتصرة بمعنى احترامه ومجاراة حقوقه ومواكبة معاناته على أغلب الأصعدة وإعلاء الصوت لنصرته، لن توفر خبزه أو تحرره من سجن هو فيه، لكنها ستمرر أفكاره وتنيره.

كيف يمكن توظيف مفهوم الثقافة في الأغنية الملتزمة في الخطاب السياسي؟

•• بتبني هذا المفهوم من قبل المؤسسات القادرة على نشره ولو فرضا بين الناس، بل فرضا بالأساس ليؤدي دورا "المفهوم" فاعلا للنهوض بالناشئة أولا والمجتمع ككل ثانية.

هل من مكان للشجن في حياة أميمة الخليل ؟

•• آه من شجن يرافقني دوماً وغالباً مايغذيني ويدفعني لما هو مغير لمسيرتي ولحياتي عامة ، لا أسمح له بأذيتي ولا حتى إحباطي يوما ، بل أستعير من استعاره طاقتي للحب ومتابعة الحب .