-A +A
علي الرباعي (الباحة)
نعت الكتابة الساخرة ربان سفينتها، ومدير مدرستها؛ الكاتب العراقي خالد القشطيني، الذي رحل اليوم في لندن عن (94) عاماً؛ مخلّفاً إرث سبعة عقود من الإبداع والتدوين والتوثيق والسخرية الواقعية، درس الحقوق؛ وأبدع في الفنون، وبحكم ما للعراق من دور عربي في السياسة والأمن والاقتصاد والأدب والفن والثقافة والنكبات، انعكست كل التجارب على حياته وفنه، وبرغم كل نجاحاته في توثيق حياة المغتربين وشجون الاغتراب إلا أنه لم ينجح باعترافه لا في الحب ولا التجارة.

ولد القشطيني في الكرخ، عام 1929، وكان والده معلما، ويعود له الفضل في تثقيفه وتعليمه. تخرج من كلية الحقوق عام 1953، ونال من معهد الفنون الجميلة شهادة الرسم، وأُرسل في بعثة لبريطانيا لدراسة الرسم والتصميم المسرحي، وعاد بعدها إلى العراق للتدريس في معهد الفنون الجميلة، وغادر العراق عام 1959، والتحق بالإذاعة البريطانية وبقي بها إلى عام 1964. ثم استقال، وتفرغ للكتابة؛ وكتب مسرحيات عدة، باللغتين العربية والإنجليزية، وعرضت مسرحيته «تحت ظلال البطالة» في بغداد. يمتاز في الكتابة بالسخرية والفكاهة، وعادة ما يتناول الموضوعات الاجتماعية والسياسية. وفي ظل تنوع قراءاته، تنوعت اهتماماته الفكرية، و نشر كتباً سياسية بالعربية والإنجليزية منها: «الحكم غيابا» و«فلسطين عبر العصور» و«نحو اللاعنف»، وله إسهامات عدة في المجال الأدبي والفني، إذ كتب «الساقطة المتمردة» باللغتين العربية والإنجليزية؛ وله أيضا بعض المسرحيات في اللغتين منها: «نقطة عبور جسر اللنبي» و«البرميل». وله مقالات تمتاز بالسخرية والفكاهة منها: «هموم مغترب» و«عالم ضاحك» و«سجل الفكاهة العربية» و«صباح الخير» وله قصص قصيرة ساخرة. اشتهر في الأعوام الأخيرة بزاويته الساخرة في صحيفة «الشرق الأوسط» «صباح الخير» وأبيض وأسود«، وله أيضاً ترجمات لكتب سياسية مختلفة.


وصدرت له رواية في بريطانيا عام 1997 باللغة الإنجليزية باسم «حكايات من بغداد القديمة - أنا وجدتي»، وأصدر أيضاً مجموعة قصص باللغة العربية باسم «من شارع الرشيد إلى اكسفورد استريت - حكايات للضحك والبكاء». كتب مقالات عدة في صحف ومجلات منها: «صحيفة الشرق الأوسط»،«صحيفة اللواء»، «صحيفة الوفد»، «مجلة المجلة»، «صحيفة العربية»،«صحيفة القوات اللبنانية»،«صحيفة الأمواج»، «مجلة الآداب»، «مجلة آفاق عربية»،«مجلة العربي»،«مجلة القاهرة»،«مجلة الناقد»،«صحيفة يوروتايمز»، و«صحيفة اليوم».

حاز الراحل جائزة العامود الصحفي المقدمة من جائزة الصحافة العربية بالإمارات عام 2015.

وله نحو 30 كتاباً منها:

* فكاهات الجوع والجوعيات، دار الحكمة، لندن، 2011.

* على ضفاف بابل، دار الكوكب، 2008.

* من شارع الرشيد إلى اكسفورد ستريت، قصص للضحك والبكاء، دار الحكمة، لندن، 1999.

* أيام عراقية، الدار العربية للعلوم - ناشرون، المجلس العراقي للثقافة، الجزائر، 2011.

* السخرية السياسية العربية، دار الساقي، لبنان، 1992.

* حكايات من بغداد القديمة، دار الحكمة، لندن، 2006.

* الظُرف في بلد عَبوس، دار المدى، العراق، 2012.

* ما قيل وما يقول، دار الحكمة، لندن، 2001.

* من جد لم يجد، دار الحكمة، لندن، 2003.

* من أجل السلام والإسلام، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، 2017.

* عالم ضاحك... فكاهات الشعوب ونكاتها، دار الحمراء، 1991.

* الساقطة المتمردة: شخصية البغي في الأدب التقدمي، دار الحمراء، 1991.

* الوقت في العراق وإنجلترا، دار الحكمة، لندن، 2013.

* تكوين الصهيونية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1996.

* أيام فاتت، دار الحكمة، لندن، 2004.

* التجربة الديمقراطية في عمان، دار الحكمة، لندن، 2006.

* الجذور التاريخية للعنصرية الصهيونية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1981.

* نحو اللاعنف، دار الحكمة، لندن، 2018.