أجاثا كريستي في منزلها. (وكالات)
أجاثا كريستي في منزلها. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
في تطور جديد يثير أكبر جدل في عالم الأدب الإنجليزي، كشفت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس الأول أن دار هاربر كولينز للنشر قامت بـ«إعادة صياغة»، و«حذف» فقرات من روايتي «بواروت» و«الآنسة ماربل» للمؤلفة الأكثر شهرة في الروايات البوليسية أجاثا كريستي. وتعللت هاربر كولينز بأن إعادة الصيغة والحذف أملتهما ضرورة «مراعاة الحساسيات العصرية»! وشملت الفقرات المحذوفة لشخصيات خلقتها الرواية الإنجليزية الفذة وهم يعربون عن ضيقهم ببعض الأطفال. كما تم حذف إشارات عدة إلى أشخاص يبتسمون ويقوم أحد شخصيات الرواية بالتعليق على أسنانهم وقوامهم. وأجج تصرف دار هاربر كولينز جدلاً اندلع أخيراً بعدما قامت الدار نفسها بإعادة صياغة فقرات من روايات مؤلف كتب الأطفال الشهير رولد داهل، والكاتب إيان فليمينغ. وذكرت «التلغراف» أنها اطلعت على نسخة إلكترونية لإصدارات هاربر كولينز تنطوي على عدد كبير من التغييرات لنصوص كتبت خلال الفترة من 1920 الى 1976، خصوصاً حذف عشرات الأسطر التي توجد فيها إهانات، وأوصاف، وإشارات الى عرقيات. وتم بوجه الخصوص تغيير عدد من عبارات شخصيتي الآنسة جين ماربل، وهيركيول بواروت. وتقول السيدة أليرتون، وهي إحدى أبرز شخصيات رواية «جريمة على النيل»، إنها ضاقت ذرعاً بالأطفال المحليين، الذين «يحملقون ويحملقون؛ وأعينهم ببساطة مثيرة للاشمئزاز، وكذلك أنوفهم. وأعتقد أنني حقاً لا أحب الأطفال». وقامت دار هاربر كولينز بحذف هذه العبارة من إصدارها الجديد. واكتفت بوضع عبارة بديلة تنص على الآتي: «إنهم يعودون ليحملقوا ويحملقوا. ولا أعتقد أنني حقاً أحب الأطفال». وشمل التغيير مفردات أيضاً؛ إذ إن لفظ «شرقي» تم حذفه. كما حذفت عبارة في رواية الآنسة ماربل، التي صدرت أصلاً في 1964، تشير إلى أن إحدى العاملات في فندق في إحدى جزر الهند الغربية «تبسمت فكشفت أسناناً جميلة ناصعة البياض». وفي حالات كثيرة في رواية «جريمة على النيل» تم حذف جميع العبارات التي تصف النوبيين، سكان المنطقة التي تدور فيها أحداث الرواية البوليسية. ومن ذلك مثلاً قول كريستي «قائد المركب النوبي»، وتحولت العبارة في الطبعة الجديدة إلى «قائد المركب»! وأشارت «التلغراف» إلى أن حفيد كريستي جيمس بريتشارد يدير شركة أجاثا كريستي المحدودة، للعناية بمؤلفات جدته. ويعتقد بأنه أذن لدار هابر كولينز بإحداث تلك التغييرات. ويعارض كثير من النقاد والقراء تغيير النصوص الأصلية للروايات والقصائد. وهو أشبه بما حدث في العالم العربي عندما نشر عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين كتابه الشهير «في الأدب الأهلي»، الذي يرجح فيه أن عدداً من أشعار الجاهلية مُنتحلة، وليست حقيقية. وهو جدل كاد ينتهي بتكفير الدكتور طه حسين.