-A +A
محمد حفني (القاهرة)

يحتفي العالم العربي بـ«اليوم العالمي اللغة العربية» الذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام، وهو اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة عام 1973 قرارها التاريخي، بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة ضمن لغات المنظمة الدولية، وكانت صاحبة الاقتراح المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت بالتعاون مع المغرب، وذلك خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو بجعل لغة «الضاد» لغة عالمية. وبمناسبة هذا اليوم، يحتفي مجمع اللغة العربية بالقاهرة بمرور 90 عاماً على إنشائه، وتحديداً في 13 ديسمبر عام 1932، تحت مسمى «مجمع اللغة العربية الملكي» ويأتي احتفاء المجمع بالقاهرة هذا العام، الذي يستمر 3 أيام بحضور كوكبة من العلماء، في ظل وفاة رئيسه الناقد والمفكر الدكتور صلاح فضل الذي غيبه الموت منذ أسبوع عن عمر ناهز الـ 84 عاماً، بعد مسيرة علمية حافلة بالعطاء والإنجاز.

وكان الهدف من إنشاء «مجمع اللغة العربية» هو الحفاظ على سلامة اللغة العربية، وأن يجعلها وافية بمطالب العلوم والفنون في تقدمها، وملائمة لحاجات الحياة في العصر الحاضر، وذلك بأن يحدد في معاجم أو تفاسير خاصة، أو بغير ذلك من الطرق ما ينبغي استعماله أو تجنبه من الألفاظ والتراكيب.

من جانب آخر، تقيم رابطة الجامعات الإسلامية، بالتعاون مع كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر صباح غدٍ «الأحد» تحت رعاية رئيس جامعة الأزهر الدكتور سلامة داود، والأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور أسامة العبد ندوة تحت عنوان «العزوف عن العربية.. المشكلات والحلول»، يحاضر فيها كوكبة من العلماء والأساتذة وخبراء اللغة والمختصين، وتدور محاور الندوة حول موضوعات عدة، منها التعليم الأساسي قبل الجامعي.. الصعوبات والحلول، والتعليم الجامعي..أسباب العزوف وطرق الحل، والفن ودوره في الرقي باللغة العربية بين الماضي والحاضر.

وفى سياق متصل شدد الخبير التربوي الدكتور حسن شحاتة، على أهمية الاهتمام باللغة العربية في مرحلة التعليم قبل الجامعي، من خلال مناهج شيقة للارتقاء بمستوى «لغة الضاد» وضرورة تمكن المعلمين من اللغة تحدثاً وكتابة ونطقاً، فضلاً عن تمكنهم من قواعد اللغة، وتعويد الطلاب في المراحل الأولى على تحدث اللغة العربية وكتابتها بشكل صحيح، حتى لا يستمر انهيار اللغة بين المواطنين. مستنكراً ازدياد اللغة العامية في الانتشار، لافتاً إلى إن الأغاني الشعبية المنتشرة خلال تلك الأيام وترديد الشباب لها، وعزوف الطلاب عن القراءة، أحد أسباب تدهور حال اللغة، مؤكداً أهمية دور الأسرة في غرز حب الوطن في أبنائهم منذ الطفولة.