.. علي الأمير في نقاش جانبي مع الشاعر موسى عقيل.
.. علي الأمير في نقاش جانبي مع الشاعر موسى عقيل.




علي الأمير
علي الأمير




.. ويلتقط سيلفي مع الشاعر محمد يعقوب.
.. ويلتقط سيلفي مع الشاعر محمد يعقوب.




علي الأمير في نقاش مع د.سعيد السريحي.
علي الأمير في نقاش مع د.سعيد السريحي.




علي الأمير
علي الأمير
-A +A
حاوره: علي الرباعي Al_ARobai@
يحضر نص الشاعر الروائي علي بن محمد الأمير، أكثر من حضور شخصه، ولأنه من أمراء الكلام، لا يثقله صمته، قدر ما يزعجه الضجيج، احتمى بالقراءة، لكي لا يشفّ الأصدقاء سرّه، لتنبثق كل صباح زهوره، في فضاء الإنتاج الأدبي والمعرفي، فإيمانه بالإنتاج نتاج الاعتماد المُبكر على النفس، والاستقلالية، ما يجعل المحيطين به يؤمنون؛ أن هاجسه الأكبر، الحفاظ على وهج الشمعة، دون انشغال بالانطفاء، وهنا نص حوارنا معه:

• ما الذي تحفظه الذاكرة من مغذيات البئر الأولى؟


•• بل قل ما الذي لا تحفظه الذاكرة! سيّما حين يكون الحديث عن أوليات هذه الذاكرة وروافدها الأولى.. لعلك قد لاحظت أن الإنسان كلما تقدمت به السن أصبح أكثر استحضاراً لماضيه الأبعد على نحوٍ يفوق استحضاره لماضيه البعيد أو القريب، لذلك نجد الشيوخ والعجائز الطاعنين في السن يظلّون يكررون علينا حوادث وقعت لهم في صباهم وشبابهم، ولا يتذكرون ما حدث معهم قبل شهر أو حتى قبل يومين.

الروافد الأولى أو البئر كما تفضلت، هي طفولة الكاتب أو الشاعر التي يمتح منها خياله دون ريب، وإن بدت مشاهدها وأحداثها بعيدة وضبابية غير واضحة المعالم.. مثلًا لا أتذكر الآن تفاصيل تغريبة بني هلال وقصة الميّاسة والمقداد وأسطورة عوج بن عنق في كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور، تلك الكتب التي كنت أقرأها لوالدي وجلسائه عندما كنتُ في الثاني والثالث الابتدائي، متمثلًا دور الحكواتي، علمًا بأنّ طفولتي كانت في بيئة يكاد يكون الكتاب فيها نادرًا، ولذلك كان كل ما نطالعه مطبوعًا في كتاب نعده حقيقة غير قابلة للشك فتنقش نقشًا في الذاكرة حتى الأساطير، فعوج بن عنق إذا غضب من أهل قرية بال عليهم وأغرقهم نعد ذلك حقيقة بالفعل، وحين يأخذ السمكة من البحر ويشويها في عين الشمس كان بالنسبة لنا حقيقة.. وحتمًا ظلّت هذه العجائبيّة حاضرة في تكويننا العاطفي ونسيجنا المعرفي، وتؤثر في خلفيّاتنا الواعية وغير الواعية التي نصدر عنها كمرجعية.

• كيف كان أثر القُرى عليك (المنجارة، المروة، الحرث) وهل كان تأثير المدن أبلغ (أحد المسارحة؛ جازان، مكة المكرمة، صنعاء)؟

•• الحُرّث محافظة وليست قرية، عاصمتها الإدارية الخوبة، والخوبة التي عرفتها آنذاك لم تكن سوى قرية كبيرة، افتتحت فيها مدرسة متوسطة عام 1396هـ، وفي السنة التالية التحقت بها ودرست فيها الثاني والثالث المتوسط، مقيمًا في عِزبة مع خمسة من زملائي جميعهم من قريتنا المروة، ولم نكن نغادر العِزبة سوى يومي الخميس والجمعة، رغم أنّ كل منا معه دراجة نارية «دباب»، والخوبة لم تكن تبعد عن المروة سوى أقلّ من 20 كم، لكن لوعورة الطريق وانقطاعها أثناء الأمطاروالسيول اضطررنا لاستئجار عشّة نقيم فيها أيام الدراسة. ولك أن تتخيّل شكل هذه العِزبة ومعيشتنا فيها ونحن في ذلك العمر، طبعًا بلا كهرباء ولا غاز والماء نجلبه من الوادي، وتتصوّر فنتازيّة القصص والحوادث التي مرّت بنا.

قبلها كنت قد درست الأول متوسط في أحد المسارحة القريبة من قرية المنجارة مسقط رأسي، التي هي موطننا الأصلي ويسكنها الكثير من عائلتنا.

باختصار، من بعد «السادس الابتدائي» بدأت تجربة الاستقلال عن الأسرة، وإلى حدٍّ ما الاعتماد المبكّر على الذات في مرحلتي المتوسطة والثانوية، وهي تجربة حياتية قطعًا مهمّة وثريّة، غير أنها كانت على حساب ولعي بالقراءة، أصبحت ذلك المراهق الذي لم يعد يستهويه سوى أغاني طلال مداح وأم كلثوم، وكتاب أحلى عشرين قصيدة حب، وهوس المغامرات العاطفية لمراهق أفلت مبكّرًا من رقابة والديه. فالمروة والمنجارة والحرّث هي البدايات التي شكلت الخطوط العريضة في تكويني وما زال بعضها يتخمّر إلى اليوم، عكس المدن التي ذكرتها، والتي يمكن تشبيه دورها في تكويني بدور من يضع الإكسسوارت والديكورات للسيارة حتى يُضفي عليها مظهرها الأجمل.

رسول حمزة توف يقول: إذا لم تكن في العشرين من عمرك قويًّا فلا تنتظر القوة بعد ذلك، فهي لن تأتي.

• ما أثر صعوبات وتقشف الحياة وشظف العيش في التجربة؟

•• إذا كان السؤال عن الأثر في تجربة المبدع عمومًا، فهناك مقولة تتردد دائمًا، مفادها أن المعاناة تولّد الإبداع، لكني لست ممن يسلّم بهذه المقولة، صعوبات الحياة ومتاعبها قد تترك أثرًا، لكن هذا الأثر قد يكون سلبًا أو إيجابًا، والمؤكد أنها لا تولّد الإبداع.. أحمد شوقي نشأ مع جدته في قصر، والمتنبي نشأ مع جدته يتيمًا في بيتٍ متواضع، وكلاهما عملاق في تجربته.. أمّا إذا كنت تسأل عن أثرها في كتاباتي، فحقيقة لست أدري.

• هل كانت مسارات الإبداع قدريّة، أم اختيارًا؟

••إذا كنت ترمي إلى تعدد الأجناس الأدبيّة التي طرقتها؛ الشعر القصة الرواية النقد فهي كلها فنون وكأيّ فن تبدأ من الموهبة، والموهبة قطعًا قدريّة، لكنها كالبذرة، إذا صادفت من يتعهّدها ويعتني بها نمت وتوهّجت وإلا ماتت في مهدها.. إذن فالمسألة تبدأ قدريّة لكنها في النهاية لا تكون إلا قدريّة واختيارية معًا، لأني حين أكتب الشعر أو الرواية أفعل ذلك باختياري، كأيّ شاعر أو روائي، لكن تسبق ذلك الموهبة، ويبقى تفاوت المواهب هو الفيصل.

• كأنّ السرد استهواك فبدأت قاصًّا، ثم كتبت الرواية؛ أهو التجريب؟

•• يا صديقي حياتنا في الواقع كلها تجريب.. في البدايات المبكرة جدًا كنت أكتب الخاطرة، والخاطرة كما تعرف تجمع بين لغة الشعر وملامح القصة، وأول ما نشرته على الإطلاق كانت خاطرة أرسلتها بالبريد إلى «عكاظ»، ونشرت بتاريخ 23 ربيع الآخر 1407هـ عنوانها «جدّي.. يعود من الحلم»، وتحت العنوان كتب المحرّر يومها الآتي: «تذكروا هذا الاسم جيدًا واقرأوا له هذه الخاطرة التي يخطو بها أولى خطواته نحو أتون الاحتراق والإبداع.. قولوا له: واصل سيرك الجميل يا علي». ولن تتخيّل مدى فرحتي المضاعفة يومها، لمشاهدة اسمي وحروفي في الجريدة لأول مرّة، ثم لكلام المحرر الذي ما زلت أشكره عليه حتى اليوم.. في الجامعة بدأت دراسة الأدب كتخصص ثم بدأت أكتب وأنشر القصص والقصائد في الصحف والمجلات وأكتب كذلك المقالات.. أمّا الرواية فكنت أتهيّب كتابتها، ربما لكثرة قراءاتي لأعمال كبار الروائيين العرب والروايات العالمية المترجمة، فبقيت أنتظر رغم الأفكار الملحّة التي ظلت تراودني سنين طويلة، وحين قرّرتُ خوض التجربة بدأت بكتابة رواية «غصون» التي استوحيت أحداثها بالكامل من الطفولة وعوالم القرية القديمة نسبيًّا، وكأنّما تقبُّل القرّاء لغصون هو الذي منحني دافعًا لكتابة روايتي الثانية «قاع اليهود» التي أنا راضٍ تمامًا عن الانتشار الذي حققته في طبعتيها الأولى والثانية. وبسبب النجاح الذي حققته «قاع اليهود» أصبحت الآن أكثر ترددًا ليس في كتابة الرواية وإنما في المغامرة بالطباعة والنشر.. الآن لديّ روايتان شبه جاهزتين للنشر، لكن لكوني بتّ استشعر مسؤولية أكبر ما زلت متردّدًا في إخراج أيّ منهما للنور.

• هل ينجح الشاعر في النقد؟

•• في تصوري، الشاعر لا ينجح في النقد وحسب، بل أرى من متطلبات الناقد ـ ناقد الشعر بصفة خاصة ـ أن يكون شاعرًا، أو يمتلك على الأقل حسًّا فنيّا بارعًا في تذوّقه للشعر، إضافة إلى امتلاكه أدوات الناقد.. نقد الشعر خاصّة يحتاج في نظري لناقد موهوب في ذوقه الفني أكثر من حاجته لناقد متخصص في النقد أو أستاذ فيه كعلم من العلوم، لأنّ هذا الأخير هو بارع عادة في التنظير الفلسفي، وفي تكريس المصطلح النقدي إذا ما شرع يُطبّق على النصوص، وحين يطبّق يتساوى عنده الغثّ والسمين، أمّا الالتماعات الفنيّة والإشراقات الإبداعية الفاتنة المحتاجة للتذوّق فكتلوجه ومعاييره النقدية وأدواته الجامدة لا تقتنصها.. الذائقة الفنيّة باعتقادي متطلّب مهم لناقد الشعر، أمّا لناقد السرد فقد تكون بدرجة أقل.

يا أخي أبو نواس يقول: إنما يعرف الشعر من دُفع إلى مضائقه. ويقول الشاعر الإنكليزي جونسن: إن الحكم على الشعراء هو من اختصاص الشعراء، وليس كل الشعراء بل أفضلهم. أمّا إليوت فيرى أنّ الشاعر وحده القادر على اسـتيعاب التجربـة الشـعرية وتفسيرها بوصفها إبداعًا أدبيًا.

• ما أنسب وظيفة للشاعر لا تعطّل مشروعه؟

••لا أتصوّر أنّ ثمّة عملًا أو وظيفة قد تعيق الشِّعر حين يأتي، وبالتالي لا أراه بحاجة لوظيفة بعينها، الشعر يجعلك تستيقظ من النوم لتكتب، فلحظة الإلهام الشعري لا تنتظر وقتًا مثاليًّا لتأتي، إنّمّا كتابة القصيدة هي التي تحتاج للمكان والزمان المثاليين، لكن بما أنّ معظم الشعراء كما يقال كائنات ليلية قد تصبح لمثل هذا السؤال مشروعية.. أعتقد أنّ الخليل بن أحمد هو الذي أطلق على الشعراء أمراء الكلام، فلتكن إذن وظيفة أمير عبّاسي هي الأنسب للشاعر، وهكذا نضمن أنّ مشروعه لن يتعطل.

• على ماذا تدل وفرة الشعراء ؟

•• دائمًا نُسأل نحن أبناء منطقة جازان هذا السؤال، لكثرة الشعراء في منطقتنا، وفي كل مرّة تتعدد الإجابات وتتباين، مثلًا الأستاذ عمر طاهر زيلع يعزو ذلك إلى كون الشعر نوع من التعويض عن الغياب، وهناك من يرى السبب يعود لاتكاء أبناء المنطقة على إرث شعري غزير يمتدّ إلى القرن السابع الهجري، والبعض يعزوه إلى طبيعة المنطقة التي تجمع بين البحر والسهل والجبل.. غير أني أرى أنّ وفرة الشعراء في أيّ مجتمعٍ كان هي دليل رقي إنسان هذا المجتمع، لأنّ الشعر يمثّل قيمة حضاريّة وإنسانيّة، ولولا إقبال إنسان هذا المجتمع أو ذاك على سماع الشعر والاحتفاء به ما رأينا وفرة الشعراء فيه.

• لو عاد الزمان للوراء وخيروك بين الشعر والموسيقى، ماذا تختار؟

•• قطعًا سأختار الجمع بينهما، لأنّ التنازل عن الشعر غير وارد.

• من تسبب في ضعف القصائد الحديثة؟

•• أراك قد حكمت على كافّة القصائد الحديثة بالضعف، وهذا ليس عدلًا، لعلك قصدت السؤال عن السبب في كثرة القصائد الضعيفة، وهنا أقول إنّ السبب هو كثرة المنتسبين إلى الشعر والشعر من أكثرهم براء، وكأنّ لقب شاعر قد أصبح لقب من لا لقب له.

• كيف يطوّر الشاعر تجربته؟ وبماذا يُخصّب قاموسه؟

•• أولًا وأخيرًا بالقراءة ثم القراءة، وقراءة الشعر الجيد على نحو خاص، وبغير قراءة الشعر أو سماعه لن يطور الشاعر تجربته، وكذلك قاموسه.

• إلى مَن تعزو الفضل في تطور تجربتك؟

•• لن تجد شاعرًا يعزو تطوّر تجربته لغيره من الناس، قد يلجأ الشاعر في بداياته إلى شخصٍ ما يعرض عليه محاولاته ويسترشد بتوجيهاته، أما عموم التجربة وتطورها من عدمه فهو مرهون بالشاعر ذاته وبمدى اجتهاده.

• متى خامرتك الرغبة بالتوقف عن الكتابة؟ ولماذا؟

•• مرّات عديدة، تخامرني الرغبة بالتوقف وأتوقف بالفعل، ثم أجدني أعود تلقائيًّا، آخرها هذه الأيام أنا متوقف عن الكتابة، أمّا لماذا فلأسباب وشجون كثيرة، منها ما يتعلق بتراجع الشغف عمّا كان عليه سابقًا، ومنها ما يتعلق بنوبات الشعور باللا جدوى، وما يتعلق بالتطلع لراحة البال، أو التفكير في تعويض أحبائنا وقتًا حرمناهم ـ وحرمنا أنفسنا ـ منه وقبل فوات الأوان. شؤون وشجون كثيرة يا أبا محمد تجعلك تعيد حساباتك في ما تبقّى من العمر.

• ما مدينتك الآسرة؟

•• الرياض، في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الميلادي.

• كيف ترى تجربة قصيدة النثر في العالم العربي؟

•• بعض كتّابها يُجبرني على قراءتها حين يرشوني بلغته الفارهة، وبعضهم يكتب كتابات ينطبق عليها المثل القائل «لاوجه في المقعد ولا حضن في المرقد»، أمّا بعض كتابها من أصحابنا فيضحكني حين يكتب ما يزعم أنه شعر وهو لا يعرف حتى أبجديات اللغة، فضلًا عن علامات الترقيم.. تجده مثلًا يتبرّع بوضع علامة استفهام في نهاية عبارة لا سؤال فيها، أو علامة تعجب في غير مكانها.

• بماذا تصف الصراعات الثقافية؟

•• الصراعات الثقافية مثرية للساحة وهي دليل حراك حيوي وصحّي ما لم تُشخصن، أو يستأثر طرف فيها بزر المايك على حساب الطرف الآخر، عندها ستصبح شبيهة بجلسات بعض البرلمانات العربية التي شهدنا نهايتها مؤخرًا.

• كيف ستقاوم الثقافة الصلبة الثقافة السائلة؟

•• يا سيّدي أنا أبسط من أن أتصدى للإجابة عن مثل هذا السؤال.. إذا كانت كل مشاريع التنوير العربي لم يكتب لها النجاح، ومنذ طه حسين جالب مفهوم الثقافة الصلبة من الغرب ـ كما يقال ـ إلى اليوم، مرورًا بكافة رموز التنوير العربي وأسئلة النهضة العربية.

العالم من حولنا أصبح يتغير بوتيرة متسارعة ومخيفة، ثوابت عديدة قد تتغيّر تغيّر الموضة، ومقاومة الثقافة الصلبة لهذا التغيير ليست بالأمر اليسير، سيّما والثقافة السائلة التي تجتاح العالم اليوم هي من صيرورات الثقافة الصلبة بحسب البولندي زيجمونت باومان، الذي يسمي الثقافة الصلبة بالحداثة الصلبة، ويسمي ما بعد الحداثة بالحداثة السائلة.

• هل لا يزال للمثقف دور مجتمعي؟

•• لن أغامر وأنفي عن المثقف دوره المجتمعي، بيد أنّ بدلاء جددًا نزلوا الساحة وأصبحوا ينازعونه هذا الدور بضراوة، خذ مثلًا مشاهير اليوتيوب وانستقرام وسناب شات وبقية قنوات التواصل التي أجهل الكثير منها، حضور هؤلاء المشاهير بات مكتسحًا ويؤثر في المجتمع بقوّة.. إنها الثقافة السائلة يا صديقي!

أصلًا دور المثقف العربي ما زال يمثل إشكالًا منذ زمن المعتزلة ومدرسة الرأي إلى جانب مدرسة أهل الحديث، ولعل هذا الإشكال هو الذي حمل محمد عابد الجابري على تأليف كتابه «المثقفون في الحضارة العربية ـ محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد» الذي ركز في مقدمته على مسألة المرجعية عند المثقفين العرب، معللًا لذلك بكونه لم يجد لعبارة «المثقفون العرب» مرجعيّة في الحضارة العربية، بل إنّ كلمة مثقف لا تستند فيها على أصل، وأكثر من ذلك أن كلمة مثقف إنما هي صيغة نحوية قياسية؛ اسم مفعول من الفعل «ثَقَفَ»، لم ترد في العربية إلا نادرًا والنادر لا يُقاس عليه، ثم يخلص إلى القول إذا كان هذا هو حال مفهوم «مثقف» في الثقافة العربية، فما عسى أن يكون وضع من يطلق عليهم اليوم المثقفون العرب؟

• ما مدى تصالحك مع مواقع التواصل؟ وألا تخشى منها؟

•• أكثر ما أخشاه هو مواقع التواصل. يستهويني منها الفيسبوك، وإلى حدٍ ما تويتر، لكني أحرص دائمًا على ألا أدخلهما إلا بصحبة الرقيب الداخلي.

• أخيرًا.. هل سنشهد لك إصدارًا جديدًا في معرض الرياض الدولي للكتاب؟

•• إن شاء الله.. كتاب في الفنون عنوانه «أهل المغنى»، يصدر عن دار عناوين بوك في القاهرة.