دخيل الخليفة
دخيل الخليفة
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
اتهم الشاعر الكويتي دخيل الخليفة بعض الشعراء في «تويتر» بأنهم يكتبون قصصاً ويعتقدون أنها قصائد نثر. وأكد الخليفة لـ«عكاظ» أن الكثير من هذه النصوص هي في الواقع قصص قصيرة، أو حكايات، نتيجة طغيان المباشرة والعامل السردي. وأضاف حين نتحدث هنا للشاعر تحديداً، يفترض به أن يمتلك وعياً وخبرة في النوع، في أسرار الكتابة، أما محاولة خلق طواطم وأشكال بعيدة عما يريد هو وما يطمح له المتلقي فهذا نوع من الجهل!

واستشهد الخليفة بانتقال الشاعر من وصف المكان ثم يبدأ (يحكي) وعدّ هذا دليلاً على نقص الوعي بمفهوم النص الشعري، وأضاف يمكننا استخدام أدوات وتقنيات السرد، تقنيات السيناريو/‏ المسرح... إلخ في النص الشعري لإغنائه فنياً، لكن ليس على حساب شعرية النص، ولا الاستسلام لا شعوريا للفنون الأخرى لأننا في النهاية نكتب نصاً شعرياً، له تقنياته وشروطه الخاصة.


ولم يُسْلِم الخليفة الشعراء الذين يكتبون بشكل يومي من نقده، إذ قال: هؤلاء لا ينظرون للشعر كحالة إبداعية تتطلب اقتناص المغاير، والتركيز على الكيف لا الكم، وأكد أن هناك نقطة لم ينتبه لها بعض الشعراء وهي أن قصيدة النثر ضد تراتب الفكرة. وذكر أن الشاعر يمكنه أن تربط في قصيدة النثر أكثر من ومضة بخيط شفاف في أي مضمون يمكننا البدء من أي لحظة مدهشة بالفكرة، لكن ليس بترتيب الحكاية كما رأيناها، أو كما خطرت في البال، واستشهد الخليفة على هذه النقطة برؤيتنا لشخص يمشي، ويسقط من يده كأس، فالحدث الأبرز ليس المشي ولا الشخص، بل سقوط الكأس.. لذا كانت القصيدة الجديدة ضد التراتبية، وهذا يعني أنّ قصيدة النثر ضد السرد الذي من سماته ترتيب الفكرة والحدث زمنيا!

وعن قصيدة التفاصيل وهل تعدّ نوعاً من السرد القصصي، قال: قصيدة التفاصيل تعتمد على شعرية اللحظة: وصف حالة يومية، كأن تأخذ تاريخ المكان، أبرز شخوصه وأحداثه، تأثيره عليك وكيف يستدعي ذاكرتك، لكنها ليست نوعا من السرد القصصي، كما أن اللغة تُعدّ حداً فاصلاً أيضاً، فالشعر يستدعي لغة شعرية بكل تأكيد.

وذكر الخليفة أن بعض الشعراء يعتقدون أنهم يكتبون (نصاً مفتوحاً) باعتبار النص يمكن من خلاله الاتكاء على تقنيات الفنون الأخرى، لكنهم يستسلمون للغة السردية المباشرة، فيكتبون حكاية أو قصة قصيرة!

وحول ما إذا كان رأيه هذا مرتبطاً بالشكل الكتابي وأن له موقفاً ما من ذلك، نفى الخليفة أن يكون ضد الشكل، لأنه في الواقع كتب نصوصه الشعرية على الأشكال كافة، لكن موقفه هذا انتصار للشعر، وضد التقريرية، وضد أن يكون النص الشعري أشبه بقصة أو حكاية أو مقال!