غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e @
أعاد مركز البحوث والتواصل المعرفي نشر كتاب «عرب وسط آسيا في أفغانستان» لمؤلفه «توماس بارفيلد» الذي سبق وأن صدر في طبعته العربية بترجمة الأستاذ محمد بن عودة المحيميد في طبعته الأولى والثانية عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في عامي 2002 و2010م، هذه الطبعة الثالثة التي تصدر عن المركز تمتاز بدقة تحريرها واحتوائها على تصويبات وإضافات وملحق بالصور المعبرة من أرشيف المؤلف نفسه، هذا الكتاب صدر عن جامعة تكساس في عام 1981م، وكان في الأصل مشروعًا تقدم به مؤلفه «بارفيلد» لنيل درجة الدكتوراه في جامعة هارفارد عام 1978م.

يصوّر هذا الكتاب وضع أقلّية عربية في السبعينات من القرن العشرين، تعيش في شمال شرقي أفغانستان، وتمارس الرعي بالارتحال إلى مواطن الكلأ في منطقة قطغن من محافظة قندز وجبال بدخشان فوق جبال البامير، ولها عاداتها وتقاليدها، ومع أنها فقدت لغتها العربية، إلاّ أنها ظلت تعتز بهويتها العربية.


الكتاب اشتمل على مقدمة وخاتمة وستة فصول، ذهب فيها بارفيلد إلى محاولة الوصول إلى فهمٍ للاقتصاد الرعوي وعلاقته بالتركيبة الاجتماعية البدوية، إضافة إلى البدو كجزء من نظام إقليمي لهم اتصالاتهم مع الأسواق الحضرية، والقرى الزراعية، والهياكل الحكومية.

ركّز الكتاب بصورة أساسية على تحول الرعي من الأغراض المعيشية إلى غرض تجاري بحت لكثير من البدو، ومنهم العرب، بعد التنمية التي حدثت في أفغانستان وفي منطقة قطغن بوجه خاص، وتشييد الطرق واستصلاح الأرض للزراعة وفتح منافذ لتسويق الفائض من الأغنام، فارتفعت أسعارها بشكل كبير مما جعل كثيرا من العرب يتخلون عن الرحيل بأسرهم من أجل الكلأ إلى المراعي دون أن يتخلوا عن مهنة الرعي، وعملوا في الاستثمار في حواضر المدن والاشتغال بالزراعة إضافة إلى الرعي.

الكتاب اشتمل على مجموعة من الصور المعبرة عن حياة هذه الأقلّية المنسية وواقعها، ولعل ظروف أفغانستان الراهنة تذكرنا بهم، فتطرح أسئلة حول ما آلت إليه أحوالهم في الوقت الحاضر في ظل ما مرت وتمر به البلاد من تحولات سياسية مختلفة، وهذه القضية المهمة التي يثيرها هذا الكتاب، بأسلوبه العلمي المتميز ومنهجه الدقيق يستدعي عناية أقسام علوم الاجتماع والجامعات العربية به لما يميزه من مهارة وعمق في الدراسات الأنثروبولوجية.