علي خميس
علي خميس




حاتم الصافي
حاتم الصافي




الأنشطة الثقافية والمسرحية تصنع التغيير.
الأنشطة الثقافية والمسرحية تصنع التغيير.




محمد المعجباني
محمد المعجباني




محمد الفقاس
محمد الفقاس
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
عامان مرّا على تأسيس وزارة الثقافة، التي وضعت في أجندتها الشراكات مع القطاع الخاص لتمويل الفعل الثقافي فيما طبيعة رأس المال (الجبان) التردد في المغامرة بتمويل مشاريع ليس لها مردود ربحي، وإن أسهم البعض، ولا يزال قطاع المال والأعمال مستعداً لدعم البرامج والمشاريع الثقافية النوعية والخالية من الترفيه والسياحة كون وزاراتها مقتدرة، خلافاً للوزارة الناشئة والمعنية بتأسيس قطاعات غير تقليدية ما أضعف مخرجات المؤسسات طيلة عامين ولم تدعم الوزارة سوى ما له علاقة بالفنون عبر شركات متخصصة، علماً بأن إسهام القطاع الخاص يؤصل للهوية الوطنية، ويعزز دور مؤسسات الأدب والإبداع.

ويؤكد ممول مشروع الأدب الشفاهي في منطقة الباحة رجل الأعمال محمد علي الفقاس أن الفكرة المغرية والمعروضة على رجل الأعمال بشفافية تدفعه محفزات عدة لقبول دعمها وتمويلها مالياً، وتحفظ الفقاس على تمويل الثقافة السائلة وما كان مشوباً بسياحة وترفيه، كونه يرجّح كفة دعم الثقافة الصلبة، ومنها طباعة وإنتاج موسوعات ثقافية وتاريخية، موضحاً أنه تلقى دعوة خاصة من فرع جمعية الثقافة والفنون، وجال على الأقسام واستمع وشاهد بعض النشاطات الفاعلة، خصوصا الفنون البصرية والرسم والفلكلور وتمثيل المنطقة في المحافل الوطنية. ولفت إلى إيمانه بأهمية مشروع الأدب الشفاهي، تحديداً لأمور عدة، منها تحدي تنفيذه، وتطلبه ميزانية ضخمة، وحاجته إلى عدد كبير من الباحثين المتخصصين، مبدياً سعادته أنه تبناه واحتسب أجر تمويل المشروع بقرابة نصف مليون ريال لوالده رحمه الله، من وعده مما يبقى (علم ينتفع به)، وجدد تأكيده أنه أقل ما يمكن تقديمه للوطن الغالي، مشيراً إلى أنه تابع بمحبة مراحل تنفيذ المشروع طيلة ثمانية أعوام، وثمّن العمل والمجهود البدني وبحث المادة وتقصي المصادر، وتجميع المادة من الرواة من جميع أنحاء المنطقة مروراً بمرحلة الفلترة والتنقيح والإجازة وتقديمها للطباعة، وعدّ إسهامه في المشروع جزءا من المسؤولية الاجتماعية وحباً في ثقافة وحضارة هذا الوطن المعطاء، وتشجيعاً ودعماً للنخبة من رجالات المنطقة من أكاديميين وأدباء وإعلاميين وباحثين، في كل ما يخص هذا العمل الثقافي في ظاهره والأدبي في محتواه ليغدو الحلم حقيقة ونقدم للعالم موسوعة الأدب الشفاهي والطب الشعبي لمنطقة الباحة، وبمباركة وتحفيز وإشراف أمير المنطقة الأمير الدكتور حسام بن سعود، والأمير مشاري بن سعود.


فيما عد الشريك الثقافي لأدبي الباحة وفنونها حاتم الصافي دور القطاع الخاص ورجال الاعمال إيجابياً في تعزيز الواقع الثقافي والإسهام في نشر الوعي، وتبني الفعاليات الممكنة، ويرى ارتباط الثقافة برأس المال، مشيراً إلى تدشين رجال الأعمال صالونات وديوانيات ثقافية يجتمع فيها أهل الثقافة والأدب والمعرفة ويتحاورون بشكل أسبوعي، وكذلك نرى العديد من القاعات الثقافية والأدبية تُنسب لرجال أعمال نظير ما أسهموا به في المنجزات، مؤكداً أن من واجبات رجال الأعمال دعم المؤسسات والمبادرات الثقافية؛ كون الفكر الاستثماري (التسويقي) للأنشطة سواء ثقافية أو تجارية تغيّرت أدواته وبالإمكان الحصول على الدعم من بعض رجال الأعمال من غير المهتمين بالثقافة والفنون من خلال توقيع شراكات رعاية وتسويق ما يخدم المثقف والمستثمر. وأكد الصافي أن المشروع الفكري الثقافي يحتاج إلى دعم وإن تعددت جوانبه إلا أن على القائمين عليه مسؤولية مهارة عرضه، وبأساليب متطورة تغري رجل الأعمال فيلتزم بالدعم والرعاية.

فيما ذهب رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية في الباحة محمد سعيد المعجباني إلى أن التقاطعات بين المال والثقافة في بلادنا متصلة، ومتفاعلة بين الاقتصاد والتنمية الثقافية؛ باعتبارها محرّكا مجتمعيا وأداة للوعي من أجل نمو اقتصادي مبرأ من أي شائبة. ولم يخف أن هناك ما يشبه الفتور بين المشهد الثقافي ورجال المال والأعمال بالمنظور الاستثماري، موضحاً أن الغرف التجارية تسهم عملياً في الثقافة عبر إصداراتها ودورياتها ومنابرها الحوارية ومنتدياتها التوعوية والتثقيفية، إضافةً إلى ما قام به بعض رجال الأعمال عاشقو الثقافة، ومنها إثنينية عبدالمقصود خوجة بمدينة جدة، وأربعائية المشيقح ببريدة، والمساهمات المالية والمعنوية بدعم جمعيات الثقافة والفنون والأندية الأدبية، وعد من شواهد الدعم السخي لأدبي الباحة تكفل رجل الأعمال سعيد العنقري بإتمام البناء بمبلغ يفوق 17 مليون ريال. ويرى أن رؤية 2030 أرست واقعاً جديداً شكلاً ومضموناً في الواقع الثقافي ببلادنا، تجسيداً لعمق الفكرة والنظرة الجريئة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بحكم مقتضيات التحول الوطني، لتعزيز التنمية الثقافية باعتبارها رافداً لجودة الحياة، ولتنمية بشرية بأسس حديثة وعصرية. ويؤكد المعجباني أن تأسيس وزارة للثقافة، وصندوق مالي للتنمية الثقافية برأس مال يزيد على النصف مليار ريال يؤهل القطاع الثقافي ليكون قطاعاً منتجاً ومسهماً في زيادة الدخل الوطني. ودعا لتطوير الأنماط التقليدية في تمويل الثقافة واعتبار آلية الاستثمار هي الآلية الأرجح في تطوير المحتوى الإبداعي بما لا يتعارض مع القيم وتوجهات الدولة، مشيراً إلى أن فرص الربحية المتاحة جيدة على مستوى كامل منظومة الصناعات الثقافية، وتعد من النوافذ الجديدة والواعدة سيما لرواد الأعمال الشباب. ولفت إلى أن ما قبل كورونا ليس كما بعدها، كون الجائحة العالمية أحدثت ضرراً اقتصادياً غير مسبوق، كما أحدثت شرخاً غائراً يصعب ترميمه، ناهيك عن الضرر النفسي وما صاحبه من تغير في العادات والروتين اليومي.. ما يلقي بظلال من الإحباط على المزاج العام.. وطلب إمهال القطاع الخاص لبعض الوقت ليعود للتفاعل مع الثقافة.. مؤكداً أن الثقافة الأدائية أقرب للذائقة كون الشريحة الكبرى من المجتمع دون سن 30 عاما.

فيما حمّل مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في منطقة الباحة علي خميس البيضاني رجال الاعمال، مسؤولية التقصير في دعم الثقافة كون تطلعاتهم تجارية في كل شيء، واتهم بعضهم بأنه يريد تطويع الثقافة والفنون لخدمة مجاله أو شركته ومنهم باحث عن الضوء أو الدعاية ويراه حقاً لهم إذا اقتصرت مطالبتهم على وضع شعار شركة أو الإشارة للدعم أمام مسؤول دون الدخول في نوع وطريقة التنفيذ بحكم أن التعاطي مع الثقافة والفنون رسالة ثقافية وفنية في المقام الأول، فيما ثمّن دور بعض رجال أعمال يتعاطون مع الثقافة باعتبارهم مثقفين ويحملون الروح الوطنية والمسؤولية المجتمعية، ويرى أن الآليات المناسبة تكون برعاية مهرجانات أو تخصيص جوائز أو طباعة إصدارات، وتتمثل في دعم نقدي على حساب المؤسسات الرسمية ويصرف وفق رؤية الجهة المنظمة لذلك ويخضع للرقابة الرسمية من جهات الاختصاص، وعدّ التمويل للثقافة والفنون خدمة للمثقفين والفنانين، وكشف عن تعذر تخصيص نسبة من الأرباح كون الشركات الكبيرة تصرف عبر بنود الخدمة المجتمعية، إلا أنها تتواجد في المناطق الرئيسية فقط.