برؤية تمتزج فيها السخرية اللاذعة بالأدب، والسياسة بالاقتصاد، مع التحليل النفسي للأحداث الساخنة محليا وعربيا ودوليا، أطلق الزميل الدكتور طاهر الحصري، الصحفي بجريدة «عكاظ» السعودية، إصداره الأول «إبرة في الشريان»، الذي يشارك في الدورة 52 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بصالة 2 جناح A23.
اختار الدكتور الحصري، عبر صفحات كتابه الـ 132 نماذجا من شخصيات عامة معاصرة، رسم من خلالها رؤيته النقدية لتطويع ذائقة الجماهير العربية تبعا لرغبة الشركات العابرة للقارات والقوميات، ومدى التأثر بنمط الحياة الأمريكية، مع إبراز التناقضات التي توارثتها شعوب المنطقة.
القسم الأول للكتاب، حمل عنوان «الحب واللهو والبيزنس وأشياء أخرى»، تناول فيه المؤلف حظوظ المرأة الجميلة والافتتان بالجسد الأنثوي، واستخدام ذلك في مجالات الفن، البيزنس، الاقتصاد، التعليم، إلى حد القدرة في التأثير على المجموع، عبر عناوين لافتة، منها (رجل لهذا الزمان، شفرة ياسمين، المرأة التي هزت عرش السوشيال ميديا، إعادة ابتكار غزو جاهز الصنع، حكم نسوان).
القسم الثاني عنون بـ«زواج السياسة بالاقتصاد»، استخدم فيه المؤلف أسلوب التحليل النفسي الممزوج بقراءة للأحداث السياسية والاقتصادية الملتهبة، التي تزامنت مع فترة ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وصعود نجم زوجته الثالثة السلوفينية الأصل ميلانيا، وابنته إيفانكا، وزوجها كوشنر، وذلك عبر عناوين (السياسة العارية، الرئيس الجوزائي، دبلوماسية الشعر الأشقر)، كما حلل المؤلف تأثير نتائج مشاعر الشماتة والصدمة والمفاجأة جراء اقتحام مبنى «الكابيتول».
وحدد المؤلف أكثر الخاسرين من أزمة جائحة كورونا، والعلاج الاقتصادي لها، محذرا -مستندا لمراجع وتحقيقات صحفية- من اتجاه العالم لأزمة مالية مع الانخراط في الاعتماد على الدولار الأمريكي دون غطاء ذهبي.
القسم الثالث للكتاب عنون بـ «الذين ذهبوا»، برهن خلاله المؤلف أنه رغم علو قيم المال والثروة على المعتقدات الفكرية والاجتماعية، إلا أن المجتمعات العربية تحن لأزمنة الرجال الذين ارتبطوا بمجموعة من القيم، لطالما نافحوا عنها، حتى وإن كانت تلك الأزمنة غير مثالية، منهم الرئيسان جمال عبدالناصر، وحسني مبارك، والفريق سعد الدين الشاذلي، والرئيس اليمني علي عبدالله صالح، والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل.