نايف الجهني
نايف الجهني
-A +A
شعر: نايف الجهني
قوموا إلى ظلكم،

انفضوا البيوتَ ليطيرَ غبارُ الحكاياتِ


عن أسرارِها

قوموا..

لنسمحَ لموتى الليلِ بالدخولِ علينا

عراةً إلا من الحقيقة،

ونُدثْرَ عمرنا بالقواميس والوساوسْ.

قوموا

إلى شرفة يُطِلُّ

من صبحها الغرباء..

وتجّارُ الأحذيةْ

اغسلوا عتباتِ العمرِ بالملحِ والنكاتْ

كي تخرجَ منها الشياطينْ

وتحتالَ عليها المياهُ بالكلماتِ المفخخةْ.

قوموا...

أيها النائمون بلا غطاءْ

على قشِّ روحي،

ارفعوا عيونكم

كي تشعرَ الأغاني

بصمتها

والخيولُ بمناقير الطيور التي ُتزعجُ

ظهورها بالنشيدْ.

قوموا

كي َيلدَ خلفَ التلِّ ذئبٌ أعمى

ويعوي على حبيبته

من حرقةِ غيرته على قطعانها..،

قوموا

كي تتنفسَ الشجيراتُ

وتزيلَ عن الوادي

كسلَ الظهيرةِ القارصْ،

تجمعَ الرطبَ المتساقطَ من فوّهاتِ

الأحاديث..

وأصابع الجَدَلْ

قوموا

وعلقوا أسماءكم على سعفِ سلالةٍ ميتْ

حوافٍ مفتولةِ الظلْ

زوايا قاتمة التوجسْ..

قوموا إلي صمتكم،

لتؤجلَ البراري حزنها المرتقبْ

وتعطي النساءَ المرايا بلا مساحيق..

والرجالَ الوصايا بلا أرغفةْ..

فلم تعد الريحُ قادرةً على الشبع ْ

ولا النساءُ على المعانقةْ

قوموا

فقد سئمتُ الحياةَ والنخيلَ المتشابهْ

سئمتُ الكتابةَ والركضْ

مللتُ الصورَ

ورسائلَ الواتس المكررة،

أغاني فيروز بعد أن أنهكها الإنصات الغبيّ

ملامحَ الكثيرِ من الأصدقاءْ

قصائدَ النصحِ المبللةِ بتبغِ الحكماء

ولعابِ هواجسهم،

القوافي التي تتنبأ بنهاياتها،

المقاطعَ بعد أن تُفَلترْ،

رسائلَ التنبيه،

جهات الاتصال،

وإعدادات السماح للمزيد من الحمقى

باقتحام حياتي..

مللتُ وجهي،

وسئمت أكثرْ،

من ترددِ قمرُ القرى على مرآةِ حبيبتي،

من المجاملاتِ المخللةْ..

وزيتِ زيتونِ جارتنا،

من رائحةِ عطرِ زوجها الفضوليّْ..

من كل شيء سئمت،

فلم يعد لدي قدرةٌ على تحريكِ ساقي

أو فتح وشوشة الراديو

عندما ينام أبي ورفاقه عند رفّة بيت الشعر

من جهة الشمال

لم أعد قادرا عليّْ،

فقوموا

لتأخذوني معكم،

مرتديا فروةَ مواسمي

ومفرّغاً من ضربات عصا أينشتاين

وهو يحاولُ إخراجَ عفاريتَ

المللِ

وسموم الحبرِ

من جسدي المثقوبِِ

ك نايْ..

من

عمري المخنوقِ كفاصلة!!