محمد الفريح
محمد الفريح




علي الدميني
علي الدميني




جبير المليحان
جبير المليحان




إبراهيم آل سنان
إبراهيم آل سنان




محمد الصفراني
محمد الصفراني
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
كنت أظنّ أنّ الحوار مع الأدباء والمثقفين السعوديين عن «الوكيل الأدبي» الذي اعتمدته هيئة الأدب والنشر والترجمة أخيراً سيثير الاهتمام، ويفتح الباب على مطالب وأمنيات كثيرة، لكن المفاجأة أنّ غالبيّة الأدباء الذين فتحت «عكاظ» معهم الحوار حول هذا الموضوع لم تكن لديهم فكرة مسبقة عن الوكيل الأدبي، ولا كانوا من المتابعين لما اعتمدته هيئة الأدب والنشر والترجمة، ويبدو أنّ هناك فجوة كبيرة بين هؤلاء الأدباء وبرامج هيئة الأدب والنشر والترجمة، إذ بدا لنا من خلال المتابعة في وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال ما بدا ظاهراً في غالبية آراء الأدباء والمثقفين السعوديين في هذا الموضوع وفي غيره من الموضوعات التي تعمل الهيئة عليها أنّ الأدباء والمثقفين لا يتابعون نشاط الهيئة ولا برامجها.

الروائي والكاتب عمرو العامري قال: شخصياً لا أعرف ما هو الوكيل الأدبي ولم أسمع عنه، لكنه عاد ليؤكد بعد السؤال أنه من خلال ما قرأ عرف عن الوكيل الأدبي الكثير، وأضاف، يبدو أنّ هذا مبالغ فيه بالنسبة لمجتمعنا؛ إذ الكاتب غالباً ما يطبع على حسابه وينشر ولا يتلقى مقابلاً والملكية الفكرية غير مفعلة تفعيلاً صحيحاً، وأكد أنه جميل أن نعرف عنه، لكن هذا لا يعني أن يصبح لمبدعينا وكلاء وهم غالباً كتاب غير محترفين ولا يعتاشون من كتاباتهم وبالكاد يجدون من يقرأ لهم!


أما الدكتور محمد الصفراني فقد قال إنّ وزارة الأوقاف ذات خبرة عميقة في الوكلاء، وأضاف، الأفضل التواصل مع الوزارة وطلبها مهام الوكيل ونسخة من بنود عقد الوكيل ومسوغات تصريحه لمعرفة ماهيته ودوره، فيما أكد الشاعر صالح الهنيدي أنّ الوكيل الأدبي يشبه وكيل اللاعبين في المجال الرياضي.

القاص محمد الشقحاء قال: كما أتخيل، فالوكيل الأدبي متعهد حفلات أو منسق حفلات، ووكيل دعائي لأسماء أدبية وفنية للمشاركة شعراء وقاصين ونقاد، وأضاف، مدير أعمال مطرب أو مطربة وغيرهم في الأنشطة الثقافية كما نلمسه في وكيل أعمال لاعب كرة القدم وباقي الأنشطة في الأندية الرياضية.

أما الشاعر علي الدميني فقد قال: هذه فرية جديدة، لكنها تشبه فرية حقيقية أخرى مع الاختلاف، هي وكيل اللاعبين المعتمد، ونصح الأدباء والمثقفين باللعب والباقي على الله كما قال!

أما الشاعر محمد الفوز الذي بدا مطلعاً على دور الوكيل الأدبي، فقد اقترح إضافة شرط لدى دور النشر بأنه لا يجوز طباعة أي كتاب دون توثيقه عبر (وكيل أدبي) بحيث نضمن جودة ما يطرح، ولعدم تعرض الكاتب لعمليات نصب من قبل مافيا النشر، واشترط أن يكون ذلك مقابل نسبة من قيمة الكتاب يتحملها المؤلف والناشر مناصفة على سبيل المثال، وأكد الفوز أنّ إصدار ترخيص سمسرة قائم ولا يحتاج لرخصة، كما أنّ قيمة الترخيص عالية جداً.

«عكاظ» بدورها تواصلت مع وكلاء أدبيين تم اعتمادهم، للتعرف على ما يعدون به الأدباء، ومنهم الروائي والقاص جبير المليحان الذي قال إنّ دور الوكيل الأدبي لا يخرج عما أعلنته هيئة الأدب والنشر والترجمة. وأضاف: بعد صدور الترخيص سيقوم الوكيل الأدبي بتجهيز أدواته وأوراقه بناء على اتفاقه مع الأديب والناشر.

أما الناشر والوكيل الأدبي إبراهيم آل سنان فقد أكد لنا أنّ الموضوع طويل وكلّ سؤال يفتح مواضيع أكبر، ووعدنا بإجابات لم تصل إلى لحظة تحرير هذه المادة.

هيئة الأدب والنشر والترجمة -بدورها- استبقت قرار اعتماد الوكيل الأدبي بلقاء افتراضي بعنوان «دور الوكيل الأدبي» استضافت فيه محمد الفريح، مدير إدارة النشر والترجمة في «العبيكان للتعليم» وبثّ على قناة وزارة الثقافة الرسمية عبر «يوتيوب» تحدث فيه الفريح عن مفهوم الوكيل الأدبي الذي ظهر بهدف تنظيم العلاقة بين المبدع والناشر، وحماية المحتوى والتوزيع والتسويق وغيرها من عام 1920م، وتطرق الفريح إلى المنتجات الفكرية، مثل النصوص والموسيقى والأغاني والرسم والأفكار الإبداعية التي تحتاج إلى السهر على رعايتها، وهو ما يعزز مهمة «وكيل الحقوق الأدبية» إذا كان مؤهلاً ومطلعاً على التشريعات والأنظمة والقوانين المتعلقة بحقوق النشر وحماية الملكية الفكرية. وأكد الفريح أنّ الوكيل الأدبي يساعد صناع المحتوى في التعريف والتسويق والحصول على أفضل العوائد المالية، وكذلك في الترجمة وتحويل العمل إلى وسائل أو وسائط مختلفة، كتحويل النص إلى عمل درامي، أو فني أو ترجمته إلى لغات أخرى. واشترط الفريح لنجاح الوكيل الأدبي وجود تشريعات وبيئة حاضنة لحقوق النشر، وتحديد إطار لمهنة الوكيل الأدبي لتوضيح ما له وما عليه، إضافة إلى أهمية الملاءة المالية للوكيل الأدبي.