أحمد الشهاوي
أحمد الشهاوي




مراد القادري
مراد القادري




عبدالرحمن موكلي
عبدالرحمن موكلي




عبدالمجيد تركي
عبدالمجيد تركي
-A +A
علي الرباعي (الباحة) rabai4444@
لم يعد يفصل العالم الإسلامي عن شهر رمضان سوى ليالٍ معدودات، وبحكم استسلام المثقفين لعادات وطقوس تستحكم في شهورهم طيلة العام، فإنّ لشهر رمضان روحانيته عند الجميع، إلا أن البعض يضطر بحكم وفرة الوقت إلى الالتفات لمشاريعه المؤجلة فيكسر بالالتزام بالقراءة والكتابة وطباعة الأعمال رتابة العام، وإن كانت الندرة لا يختلف عليها شيء سوى تعديل مواعيد الأكل والشرب والنوم. وفيما يختصر الشاعر عبدالرحمن موكلي الحالة بقوله: «أيام الله سوا»، يؤكد الشاعر المصري أحمد الشهاوي أن انتماءه لمجتمع فلاحي وبيئة قروية، وأسرة أزهرية عرفانية، فإن طقوس شهر رمضان صارمة على مستوى المنجز القرائي والكِتابي، وكشف الشهاوي لـ«عكاظ» أن شهر الصوم منحة كبرى خلافاً لما يراه مثقفون مزاجيون لهم متطلبات يومية، وعادات وسلوكيات يستثقلون بفقدها شهر رمضان، ولفت إلى أنه بحكم العيش بمفرده لا يلتفت للأكل ولا يعتني بمائدة قدر التفاته لترتيب مكتبته، وتخصيص الكتب المرجعية من المتون التي تطيب قراءتها في رمضان، وأكد أنه يكره البطنة والانشغال بالوجبات كونها تفسد صفاء الروح، وتعكّر نقاء العقل، وتثقل على شفافية النفس، مشيراً إلى أن الروح إذا تخففت من عبء الجسد وصامت أشرقت وأبصرت، وأبدى سعادة غامرة بحلول شهر البركات بحكم ما ينجزه على مستوى القراءة والكتابة وإنجاز المجموعات الشعرية والكتابات النقدية، مرجعاً إلى الصوم فضل ما يتم إنجازه من معظم المشاريع الأدبية والإبداعية التي عدها أضعاف ما يُنجز في بقية شهور العام، وقال الشهاوي «أتمنى رمضان عاماً كاملاً كوني بلا طقوس، وأتماهى مع روحانية الشهر الكريم بالحس والمعنى».

ويذهب رئيس بيت الشعر في المغرب مراد القادري إلى أن رمضان شهر فضيل، لا نستطيعُ الإحاطة بكامل منافعه وفوائده الرّوحية والصحية والاجتماعية، ويثمن القادري لرمضان كسره الروتين اليومي الذي دأب عليه طيلة العام، ما يهب الإنسان الصائم قدرة متناغمة مع إيقاع جديد، ومختلف، بحكم أثر العبادة في علاقة الذات بنفسها وبخالقها، وبالآخر وبالعالم.


وأضاف القادري: «ضمن هذا المنظور، نتطلع، كل عام، بشغفٍ لحلول الضيفِ الجليل بيننا، وإطلالته علينا، معيداً ما كنت أتصوّرُه، وأنا طفلٌ صغير، شخصاً من لحمٍ ودم، خصوصاً وأنني كنتُ أسمع والدي، رحمة الله عليه، يردّد «سيدنا رمضان» على الأبواب، وعدّ القادري رمضان فكرةً ومعنى، تحمل في طياتها الكثيرَ من الدلالات الإنسانية الرفيعة، والمنافع العظيمة، في مقدمتها أنه يتيحُ لنا تنشيطَ بعضِ المشاريع والبرامج الثقافية التي ربما تكونُ ضاعت وسط زحام «الروتين اليومي» القاتل.

وأوضح أنه لم يكن بمستطاعه أن يُنهي أطروحة الدكتوراه، لولا شهر رمضان، إذ اعتكف العام الفارط بين البيت نهاراً، والمقهى ليلاً؛ لكي يختتم أعواماً من البحث والتحصيل، ويحرر أطروحة الدكتوراه كاملة ويدفعها للطبع ببركات «سيدنا رمضان»، مضيفاً أن هذا الشهر الأبرك، أتاح خلوة متجددة، للبدْء في ديوانه الأحدث «ومخبّي تحت لساني ريحة الموت» فشكراً «سيدنا رمضان».. الذي منحتني لحظتين أساسيتين في حياتي الإبداعية والنقدية، ارتبطتا بالعلم وبالقلم.. والقراءة المعمقة. وأضاف: لا عجب في ذلك، ففي هذا الشهر الفضيل، نزل الأمر الإلهي «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ».

الكاتب اليمني عبدالمجيد تركي يؤكد كسل بعض الشعراء والمبدعين، سواء في رمضان أو غيره، وعدّ الكسل والإحباط محفزات لسؤال الشاعر نفسه: لماذا أشغل نفسي بترتيب نصوصي المبعثرة وأضع لها عنواناً عريضاً فيما لا تتوفر دار نشر أو جهة ثقافية- حكومية أو أهلية - تقوم بطباعة المجموعة على نفقتها..علماً بأن المجموعة الشعرية السابقة لا تزال نائمة على سطح المكتب.

وعلى مستوى شخصي يكشف تركي أن رمضان يتيح له وقتاً كبيراً للقراءة، يصل إلى ست ساعات في اليوم، وعدّه إنجازاً في عصر الفيس بوك وتويتر، والتحديق ببلاهة إلى شاشات اللاب توب والجوال، كون الكتابة خلاصة لما قرأه الشاعر والكاتب. وقال: «من المشاريع المؤجلة لديَّ مجموعة شعرية رابعة تحتاج ترتيباً وتنسيقاً فقط، خصوصاً أن هناك دار نشر مصرية طلبتها قبل أشهر لطباعتها، وأنوي أن أقتطع لها بعض الوقت في رمضان لتجهيزها وإرسالها إلى القاهرة. وهذه المجموعة واحدة من المشاريع المؤجلة، وسيكون إنجازاً لو نجحتُ في إزالتها من قائمة التأجيل».