سامح فوزي
سامح فوزي
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
أكد كبير الباحثين ومدير مشروع إحياء الذاكرة والحوار المعاصر بمكتبة الإسكندرية الدكتور سامح فوزي، على أنّ هناك خلافاً حول مؤسسي المكتبة، لكنها تعتبر أحد منتجات الحضارة اليونانية التي بنت الإسكندرية وتميزت بالتنوع وبدأت فيها الدعوة المسيحية وعاشت فيها مختلف الثقافات والحضارات، وكانت المكتبة مكانا للإبداع والفنون والحوار الفلسفي.

وأضاف في اللقاء الذي نظمه منتدى الثلاثاء الثقافي عن (مكتبة الإسكندرية والدور الثقافي) وأداره عيسى العيد، أن المكتبة الحديثة بدأت عام 2002م بدعوة من شخصيات ثقافية عديدة، وهي ليست مكتبة تقليدية وإنما نموذج للمكتبة العصرية التي تقدم مختلف العلوم والمعارف وتهتم بالبحث الأكاديمي والإبداع الفني. وقال إنّ المكتبة اهتمت بالرقمنة والتواصل الإلكتروني منذ نشأتها، وجميع المعاملات داخل المكتبة تتم إلكترونيا ولديها نظام إلكتروني متكامل للفهرسة والأرشفة، وجولات افتراضية داخل المكتبة وخارجها، والعديد من المشروعات الرقمية.


وأشار فوزي إلى أن المكتبة عملت على التعاون مع مؤسسات ومراكز ثقافية عربية ودولية، وتنظم معارض موسمية ودائمة، وفيها مكتبة للطفل والنشء وذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنّ المكتبة حصلت على كتب ووثائق محمد حسنين هيكل ومكتبات أهم المشاهير في مصر. وأوضح أن قطاع التواصل الثقافي يضم المتاحف والمعارض والفنون ومهرجان الصيف للموسيقى والفنون، وللمكتبة بيت أثري تابع لها في القاهرة وقصر المنيف في أسوان، ومركز توثيق التراث الحضاري في القرية الذكية.

وبين الدكتور سامح فوزي أن المكتبة أنشأت «سفارات المعرفة» في مختلف الجامعات المصرية لتوفير جميع خدمات المكتبة لطلبة الجامعات، كما أن لديها مركزا لحفظ وترميم المخطوطات يقوم عليه فريق مدرب ويقدم خدماته لمختلف الجهات، مضيفا أنها عملت على مشروع إعادة نشر كتب التراث الإسلامي التي تتعلق بالبناء الفكري والفكر الديني بمراجعة باحثين متخصصين في هذه المواضيع، كما عملت المكتبة على تفعيل موضوع الحوار وربطه بقضايا ومواضيع معاصرة ومرتبطة بالواقع الاجتماعي.

وخلص فوزي للقول إنّ المكتبة تعتبر مؤسسة عالمية على الأراضي المصرية، فلديها العديد من الاتفاقيات مع مختلف المؤسسات وتعمل على تبادل الخبرات والإصدارات والتعاون مع العديد من الجهات العربية والدولية. وأضاف أنه بعد مرور عشرين عاما، هناك اتجاه لعمل تحديث شامل للبنية الأساسية في المكتبة لمواصلة التطوير فيها ومواكبة المستجدات التقنية وأدوات الاتصال، والتواصل الفعال مع مختلف المستفيدين من خدمات المكتبة.