جانب من المبنى المتهالك لميناء العقير.
جانب من المبنى المتهالك لميناء العقير.




فهد الحسين
فهد الحسين
عبدالله الشايب
عبدالله الشايب
-A +A
عبدالله السلمان (الأحساء) waw114@
قبل أكثر من 8 سنوات، بدأ سقف جمارك ميناء العقير التاريخي التراثي بالسقوط والتهدم شيئًا فشيئًا، وهذا الميناء المتربع على ضفاف الخليج العربي، ويبعد عن حاضرة الأحساء مسافة 60 كم، ظل صامدًا لأكثر من 100 عام، وشهد أحداثا تاريخية للملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله. ولكن المراقبين التراثيين لا تزال أعينهم ترصد تهاوي هذا السقف للميناء، والخوف أن تسقط غرفه وجدرانه حجرًا حجرًا، في ظل عدم الصيانة والمتابعة من قبل الجهات المسؤولة.

وتأتي أهمية الحفاظ على الميناء تاريخيا وتراثيا، من أكثر من ناحية:


١- «في عام 1915» التقى الملك المؤسس عبدالعزيز ممثل الحكومة البريطانية السير بيرسي كوكس في ميناء العقير لتوقيع المعاهدة الشهيرة التي عرفت بـ(معاهدة العقير).

٢- في فترة ما قبل الإسلام كانت العقير واحدة من الأسواق التجارية يلتقي فيها تجار الأقاليم المجاورة مع تجار الجزيرة العربية، إضافة إلى قدوم البضائع إليه من الهند والصين وغيرهما.

٣- بعد دخول قبيلة عبد القيس في الإسلام كان الميناء منطلقًا للجيوش الإسلامية التي اتجهت نحو الشرق فاتحة بلاد فارس والهند واصلة إلى حدود الصين.

٤- يعد وجهة سياحية لقاصدي السعودية في المنطقة الشرقية، خصوصًا بعد الإعمار الأخضر الذي شهده شاطئ العقير من قبل أمانة الأحساء.

ترميم سريع

من جانبه، أوضح الأكاديمي المختص في إدارة التراث الدكتور فهد الحسين، بأنه زار ميناء العقير الأثري أكثر من مرة، واطلع على مكونات عمارته القديمة، وأعمال الترميم التي تمت عليه في وقت سابق، ويرى أن الميناء لم يحضَ بترميم علمي مناسب، ولم يؤخذ في الاعتبار وضع خطة علاجية مصممة تبعًا لتشخيص تأثير ارتفاع نسبة رطوبة وملوحة موقعه؛ لمجاورته شاطئ البحر، لذا كانت أعمال الترميم على شكل تجميل سريع وغير مدروس. وأشار الدكتور فهد إلى أن الميناء يمثل قيمة كبيرة لتاريخنا الوطني، ومقومًا سياحيًا مرتفعًا في الوقت الحالي، لامتلاكه عناصر مهمة تدعم الحركة السياحية التي تمثل جزءا أساسيا من مبادرات الرؤية السعودية 2030.

يذكر أن ميناء العقير أحد أقدم موانئ شرق الجزيرة العربية منذ الألف الثالث قبل الميلاد، وأكد الدكتور الحسين أن معالمه المعمارية القائمة حاليًا تمثل النموذج الأثري الوحيد، ويعود عمرها إلى نحو 250 سنة، ويرى أن إعادة ترميمه وفق المعايير الدولية مطلب يعيد له وهجه التاريخي، ويبرز أصالته وقيمته الزمكانية.

حفظاً للتراث الوطني

وأكد المختص في التراث والمهندس المعماري عبدالله الشايب لــ«عكاظ»، أن حفظ تراث السعودية المادي مهم جدًا، خصوصًا أن سعي المنظمات الآن هو إعادة هيكلة تاريخ العالم، وكموروث يستحق منا العناية به، ويمثل العقير نموذجا للمباني التاريخية في شكل الموانئ البحرية، وهو مكون من عدة مبانٍ، وهو ميناء طريق الحج لبلاد فارس وشرق آسيا قديمًا، ويحتوي على المفردات العمرانية الأحسائية الإسلامية، ومما يشجع على ترميمه هو قرب مدينة الأصفر منه، وأناشد بسرعة التحرك حتى لا يتدهور المبنى أكثر.