خالد الخضري
خالد الخضري




يحيى العلكمي
يحيى العلكمي




تركي عسيري
تركي عسيري




حسن آل عامر
حسن آل عامر




عمرو العامري
عمرو العامري
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
تعالت أصوات كتّاب القصة في السعودية بعد مرور العديد من الفعاليات المنبرية في اليوم العالمي للقصة بأزمات منبرية لم ترضِ القاصين ونقادها في الوقت ذاته.

وتساءل العديد من الكتاب عن جدوى الفعاليات المنبرية للقصة التي تنظمها مؤسسات ثقافية مختلفة بأسماء تتكرر بشكل دائم ويتم تدويرها من منبر إلى آخر بحسب العلاقة لا جودة الكتابة.


القاص يحيى العلكمي تساءل في منشور كتبه عن بعض فعاليات اليوم العالمي للقصة، عن الأسباب التي جعلت هذه الفعاليات مملة وغير مفهومة ولا ذات تواصل مع المتلقي.

وأكد العلكمي أن فكرة إلغاء هذه الفعاليات لا تليق بفن أدبي له تأثيره وفضاؤه ومقارباته؛ لأنّ فن القصة القصيرة مرتكزه الحكاية أو (الحدوتة) التي يتداولها الناس، ويسمعونها مشافهة، ويستمعون إليه بشغف وترقّب، إلا أن القصة القصيرة تتجاوز الحكاية وفق اعتبارات فنية تفرضها تقانة السرد وما تتضمنه من محركات فنية، وألاعيب مشتهاة، وهذا كلّه يجعلها ترقى فوق مستوى الحكاية، ممتثلة لفعل القراءة الفردية لا الحكاية الجمعية من على منبر. وأضاف: إنّ منبرية القصة القصيرة أزمة لم تنبع من فراغ، فمن حول هذا الفن من مادة مقروءة إلى مادة مسموعة لم يدر بخلده مجموعة من المهارات المهمة، أو التوجيهات المطلوبة:

أولها: أن تكون القصة قصيرة لا تتجاوز 3 دقائق كأعلى حدّ يمكن للمتلقي التركيز عبره.

ثانيها: أن يمتلك القاص مهارات الإلقاء المعبر الموحي بدلالات المعنى.

ثالثها: أن يكون النص صالحاً للإلقاء؛ فيأخذ من الحكاية سهولتها وتشويقها، ومن السرد الفني تقانته وفخامة تأثيره.

رابعها: أن يرافق النّص ما يدعم حضوره المنبري، كالموسيقى التعبيرية، أو الصور الدالة متحركة كانت أم ثابتة، أو حالات التقمص المرافقة ولو بالمشاهد المصممة لذلك.

وعد العلكمي موافقة قاص على أن يكون ضيفاً في أمسية، أمراً خطيراً إذا لم يدر بخلده ما سبق من شروط، وعد مشاركته في هذه الحالة رعونة.

الروائي عمرو العامري تساءل عن انتقال السرد من حكايات السمر والمجالس ليكون منبرياً!

وأضاف أنّ مدة الإلقاء، والمباشرة في النص، وطريقة الإلقاء واللغة كل هذه الأمور قد تنقذ النص ليكون إبداعياً ويصل للجمهور المتلقي.

وأكد أنه على المستوى الشخصي وفي مناسبات قليلة جداً بل نادرة، شارك فيها وكان يوزع نصوصه مطبوعة على الحضور أو معظمهم، وأنه يختار أن يكون النص مباشراً بعيداً عن الترميز.

فيما اتفق القاص حسن آل عامر مع رأي العلكمي، وأضاف أنه كان ينبه لصعوبة وخطر المشاركة المنبرية على القاص في مشاركاته النادرة جداً، خوفاً من المثالب التي ذكرها العلكمي وهي مثالب واقعية، قد يرمم الأمر قليلا الإلقاء وربما محاولة التجسيد المسرحي للنص. ولكنه يعتمد على إمكانات خاصة لا تتوفر لدى معظم القاصين والقاصات.

واقترح آل عامر حلاً وسطاً لهذا الأمر وهو أن يضع القاص نصه أمام الجمهور على شاشة عرض كبيرة مع وقوف القاص بجوارها وهو يجسد نصه مسرحياً.

فيما لفت القاص خالد الخضري إلى عدد الحاضرين وأنه شاهد على هذه المشكلة، إذ لا يتجاوز أصابع اليد، وأضاف، القصة كفن يكتب للقراء وبات اليوم لنخبة النخبة، لكنه سيظل ويستمر كقصة يمكن تحويلها للكتابة بكل صورها وأشكالها المتعددة، سواء أكانت كتابة درامية أو إنمي أو سيمودراما، أودكومنتري بطريقة محكية، لأن الكتابة باقية والفن باقٍ، وأشكالها التقليدية سيمحوها الزمن ويمحورها في قوالب أخرى جديدة.

وأكد الخضري أنه مع كل شكل فني يتوجه للناس ويجد منهم إقبالاً، وأن يتجاوز النخبوية التي يعيشها أبناء هذا الفن من الكتاب الذين باتوا اليوم لا يكتبون إلا لأنفسهم، ولا يقرؤهم سواهم فقط.

القاص تركي عسيري اختلف مع هذه الرؤية ورأى أن المشكلة في استسهال كتابة القصة وإلاّ فهي تكتب للقراءة لا للسماع؛ وأضاف، مأزق القصة الحقيقي أنها فن أدبي (مخادع)، يستسهل خوض غمارها الكثيرون، لذا دلف من بوابتها من لا يحسن كتابتها، ومن لا يعرف ماهيتها، وشروطها، وفي غياب النقد الحقيقي، أصبح الكل قاصاً، وروائيا، فالكلام «ما عليه جمرك»، وأكد أنّ القصة أصبحت مأوى لكل من فشل في كتابة الشعر.