عبدالله السيد
عبدالله السيد
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
في محاضرته الشاملة التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي تحت عنوان «المسألة الدينية في الفلسفة الحديثة» أكد أستاذ الدراسات الفلسفية والاجتماعية بجامعة نواكشوط الدكتور عبدالله السيد ولد أباه، أن القراءة المتداولة والسائدة لنيتشه حول العدمية ليست دقيقة، وكذلك رؤيته للإلحاد التي تأتي ضمن قراءة سطحية لفكره وخاصة في المنطقة العربية. وأضاف أنه لم يبشر أو يدع إلى موت الإله الذي تحدث عنه في مقطعين في كتابيه (العلم المرح، وهكذا تكلم زرادشت)، وإنما عبر عن ذلك باعتباره مظهراً للعدمية ونهاية الدين في تشكل العالم الحديث.

وقال في الندوة التي أدارتها الدكتورة فاطمة الشملان، إن المسألة الدينية مطروحة في الإطار الميتافيزيقي، وأصبح لها دور حاضر في مختلف المجالات وجرت العديد من المحاولات الفلسفية لإخراج التجربة الدينية للحالة الدنيوية الحياتية، مضيفاً أن فلسفة الدين تغدو إشكالية معقدة لكونها تحمل تناقضاً داخلياً بين الفلسفة وهي مجال التساؤلات الإشكالية وبين الدين وهو الإيمان والتسليم، وهو ما يتم تسميته التعارض بين الاعتقاد والانتقاد كما يطلق عليه هوديكور.


وتناول مقاربة استونيزا التي تركزت حول معالجة النظر للإله من خلال الصفات البشرية، واعتبار الإله الوحيد المطلق وتصوره بصورة فلسفية، بينما يرى لايبيز أن العلم الطبيعي التجريبي يقوم على المسلمة الدينية. وأضاف أن كانط اعتبر ديكارت قطع نصف المسافة ولم يكمل النظرة الكاملة للاهوت والدليل الوجودي، وهو يميز بين مجال الاعتقاد ومجال المعرفة وينطلق لاستكمال مشروع ديكارت في التمييز بين المعرفة وذات الأشياء.

وقال إن هايدغر دخل للفلسفة من بوابة اللاهوت وبين أن مجالهما مختلف، ويعتبر أن نيتشه لا يزال أسير الميتافيزيقا، معتقداً أن الإله الموعود أو المنتظر ينتهي لعالم الحدث ويستكشف من خلال الشعر وليس العلم، موضحاً أن هايدغر دشن إمكانات جديدة لفلسفة الدين، من بينها أن المسألة الدينية لا تتعلق بالميتافيزيقا، والتمييز بين المسألة الدينية وسؤال الألوهية، والتفريق بين الفكر والفلسفة، وأن الدين ظهر كحاجة حيوية محورية وتساؤل دائم لدى الإنسان.