محمد آل زلفة
محمد آل زلفة
-A +A
خالد آل مريّح (أبها) Abowajan@
أوضح عضو مجلس الشورى سابقا، المؤرخ الدكتور محمد آل زلفة لـ«عكاظ»، أن الثقافة حق لكل مواطن ونشرها وتعميمها مسؤولية الجميع، ابتداء من الأسرة والمؤسسات المسؤولة عن القيام بهذا الحق، حيث بلادنا تجاوزت محو الأمية بافتتاح المدارس في كل المدن والقرى والهجر حتى أصبحت من البلدان التي قضت على الأمية تماماً، وأصبحت متطلبات المواطن حاجته إلى نشر الثقافة على جميع المستويات من خلال الكتاب، والمسرح، ودور السينما، والمراكز الثقافية والمتاحف، وتفعيل دور الجامعات والكليات في المناطق والمدن الكبيرة والصغيرة وحتى في القرى لأن مسؤولياتها ليست محصورة داخل أروقتها فحسب، بل يجب أن تنظم الندوات، والمحاضرات خارج تلك الأروقة إلى المحافظات والمدن بهدف تحقيق مطلب الثقافة حق للجميع.

وعن تساؤلات مواطنين في محافظة أحد رفيدة، التي يربو عدد سكانها على 200 ألف عن سبب قلة -إن لم يكن انعدام- نشر الثقافة بها بما يتناسب مع كثافة سكانها، ومكانتها المتميزة تاريخيا، كونها أقدم وأهم مركز تاريخي وحضاري في المنطقة منذ ما قبل الإسلام، وحتى العصور الإسلامية المبكرة المزدهرة، أوضح آل زلفة ماهية المعوقات، وكيف يتم التغلب عليها ومعالجة القصور، وعلى من تقع المسؤولية في المحافظة، وقال: من الصعب أن أحدد سبباً واحداً، وإنما هناك عدة أسباب، وقبل أن أذكر الأسباب يجب أن أنوه إلى أن الدولة قامت بما أستطيع قوله بكامل مسؤولياتها من حيث البنى التحتية من فتح المدارس للبنين والبنات في كل المراحل التعليمية، بل وقامت جامعة الملك خالد بفتح كلية للتربية والعلوم للبنات، ولكنها لا تقوم بأي نشاط ثقافي لنشر المعرفة المجتمعية، وهناك كلية للتقنية ولكنها مقصرة في نشر ثقافة التقنية في أوساط المجتمع، وقامت الدولة ببناء شبكة طرق جيدة وبناء حدائق وغيرها، وبناء مستشفى هو الأنموذج لمستشفيات منطقة عسير. وأضاف: تكمن المشكلة في خلق ثقافة مجتمع من خلال إيجاد فعاليات ثقافية، تشارك فيها كل الجهات الرسمية وعلى رأسها المحافظة، إذ لم تعد مهمات المحافظين وليس في محافظة أحد رفيدة فحسب، بل في كل أنحاء المملكة في المهام الأمنية فقط، بل الاضطلاع بالمهام التنموية، والحفاظ على المكتسبات التنموية، وهذا شعار يجير لمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل.


واستطرد: لا يكفي من البلديات إنشاء الطرق، والمنتزهات، والحدائق العامة، وإنما بالحفاظ عليها من خلال نشر ثقافة الحس الجمالى والرقي بثقافة الذوق العام، ويجب أن يكون من أهم أقسام البلديات، القسم الثقافي والنمو الحضاري، حيث مبنى بلدية المحافظة به قاعة محاضرات رائعة ومركز حضاري أعتقد أنه الأول على مستوى المنطقة، ويحمل اسم الأمير الراحل منصور بن مقرن، ولكن السؤال: هل هذه المنشآت مفعلة ثقافياً؟

وأوضح آل زلفة: أنجبت محافظة أحد رفيدة مئات الكفاءات من الرجال والنساء، ويحملون أعلى الدرجات العلمية، وفي كافة التخصصات، ولكن هل طلب منهم أو تم توجيه دعوات لهم لإلقاء محاضرات كل منهم في مجال تخصصه؟ أنا متأكد أن كلاً منهم مستعد للتطوع بوقته للمساهمة في نشر الثقافة المعرفية، ولكن إذا تجاوزنا المعرقلات البيروقراطية وبعض المعوقات الأخرى.

وأكد: يخطئ كثيراً من يعتقد أن نشر الثقافة لا يتم إلا من خلال الأندية الأدبية، فلا يوجد في منطقة عسير بملايينها من السكان، إلا نادٍ واحد لا يتجاوز نشاطه مدينة أبها، وأعتقد أن وزارة الثقافة وهي في حلتها الجديدة، ستتبنى إستراتيجية جديدة في نشر الثقافة لتشمل كل المدن والمحافظات، وتشجع كل مواطن أسهم في نشر الثقافة في محافظته أو مدينته. وقال: الثقافة هي المرآة التي تعرف الشعوب من خلالها، ونحن بلد حضارة وثقافة وفنون وتاريخ عريق، ولدينا من المقومات والقدرات ما نبهر به العالم، وأصبحت لدينا رؤية وخارطة طريق نمشي عليها.