-A +A
حوار: أمل السعيد amal222424@
شددت الكاتبة والباحثة السعودية بينة الملحم على أن فكرة الأمن الفكري لها وجودها التاريخي العميق، إلا أنها فكرة طارئة على مجتمعنا ارتبطت بممارسات فكرية ظهر الإرهاب نتيجةً لها.

وأضافت في حوار مع «عكاظ» أن الإرهاب هو نتيجة لخلل في الفكر ومقومات أمنه وكيفية إدارتها في المجتمع، وفلسفة مفهوم الأمن الفكري ليس عملية بناء لأنظمة أو قوانين يمكن أن يتم سنها في المجتمع، ولكن الأمن الفكري عملية ثقافية مرتبطة بشكل مباشر بالثقافة السائدة ونوعية البدائل الموجودة فيها، والأمن الفكري هو حالة ثقافية وليس قانوناً أمنياً. وكشفت الملحم أن كتاباتها عن الإرهاب كانت وراء تهديدها، مشيرة بأصابع الاتهام إلى مشروع الصحوة والإخوان.


• هناك تساؤل يطرحه دائماً الجميع عن سر تميز بينة الملحم في ظهورها وحديثها الإعلامي وفي الكتابة والتحليل السياسي ومواضيع مكافحة التطرف وقضايا الإرهاب؟

•• أشكر لك ولكل من يطرح هذا التساؤل ويرى ذلك، وهذه الكلمة والتوصيف (التميز) شرف لا أدعيه ولا ينبغي لأي أحد أن ينسبه لنفسه بقدر ما يراه الآخرون ويحكمون عليه، وإن كان ثمة سر وامتنان فلدي مقولة أؤمن بها وأرددها دائماً إن كان خلف كل رجل عظيم امرأة عظيمة ففي المقابل خلف كل امرأة مميزة أو عظيمة (أم عظيمة)! إن كان ثمة سرّ فسرّي في أمي العظيمة ولست أنا فأمي لم تكن أماً اعتيادية أو امرأة عادية استثنائيتها ليست بدءاً من أنها امرأة قوية أرضعتني حب القراءة والكتابة، وكان الكتاب يتقاسم معي حضنها، وليس انتهاء من استقلاليتها الفكرية وشخصيتها الحديدية التي تجمع كل الأدوار باقتدار عظيم فمتى ما أردت أن أراها أماً لم أجد أحن منها وحينما أراها أباً لم أجد أقوى منها وأعطف وحينما أراها تلك الأستاذة التربوية والقائدة الإدارية لم أجد أكثر حكمة وحنكة منها وأقدر.

• لماذا اتجهت للكتابة في مكافحة التطرف والإرهاب والأمن الفكري؟

•• لم أتجه إليها من تلقاء نفسي بقدر أنها صادفتني في منتصف طريق دراستي العليا (الماجستير الأولى) وأخذت بيدي أو بوصف أدق اختارتني، وأمّا استدلالها علي فقد كان من خلال ذلك المقال الذي شكل نقطة التحول في مسيرتي وكان بعنوان: (أعطني طفلاً ومسرحاً أصنع لك قنبلة)! ومن تلك اللحظة تبنيت هذه القضية وعاهدت وطني ونذرت نفسي وقلمي وفكري له ولقيادتي.

• في ظل كتاباتك عن الإرهاب هل تعرضت للتهديد؟

•• نعم، ولكن بطبيعتي أنظر للأمام دائماً ولا أقف أبداً ولا أحب الالتفات إلى الوراء وما صار من حال أولئك الذين يقفون خلف تلك الأمور (مشروع الصحوة) والإخوان بحكم الماضي وفي طي صفحات التاريخ الأسود، ويكفيني في ذلك تعليقاً ما قاله سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وما فعله: «سنعود بالمملكة إلى الإسلام المعتدل» و«السعودية لم تكن كذلك قبل مشروع الصحوة وسنعود للإسلام الوسطي المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وأن السعودية لن تضيّع 30 سنة من عمر مواطنيها في التعامل مع الأفكار المتطرفة، وأنها ستدمرها الآن وفوراً». وإن تساءلت في ظل إجابتي هل تسببت تلك التهديدات بخسائر لك فسأرد عليك بل على العكس فكل ما تخسره في سبيل وطنك هو مكسب وفخر عظيم.

• مصطلح الأمن الفكري ما التعريف الحقيقي له؟

•• الأمن الفكري حقيقة مختلطة في مجتمعنا مع مقومات الأمن المختلفة التي يسعى المجتمع لتحقيقها، ولكن السمة المختلفة لقضية الأمن الفكري هي ما أستطيع تسميتها (الطارئية). إن فكرة الأمن الفكري لها وجودها التاريخي العميق إلا أنها فكرة طارئة على مجتمعنا ارتبطت بممارسات فكرية ظهر الإرهاب نتيجةً لها. فالإرهاب هو نتيجة لخلل في الفكر ومقومات أمنه وكيفية إدارتها في المجتمع. فلسفة مفهوم الأمن الفكري ليست عملية بناء لأنظمة أو قوانين يمكن أن يتم سنها في المجتمع، ولكن الأمن الفكري عملية ثقافية مرتبطة بشكل مباشر بالثقافة السائدة ونوعية البدائل الموجودة فيها، والأمن الفكري هو حالة ثقافية وليس قانوناً أمنياً كما قد يتصوره الكثير، فبالفكر نحقق ونعزز الأمن ولا يمكن أن يتم فرض الأمن الفكري بمناقشته كموضوع مستقل عن الثقافة السائدة.

• نشاطك الملحوظ في مجال مكافحة التطرف والإرهاب والقضايا الفكرية وشؤون الأمن الوطني ماذا أضاف لكِ كامرأة سعودية تكاد تكون الوحيدة المتخصصة في هذا المجال الصعب بالذات؟

•• أستسمحك أختي الكريمة بعكس السؤال! حيث إنني وأصارحك قولاً بأنني لم أفكر في يوم ماذا سيضيف لي كل هذا بصفتي الفردية أو الشخصية بقدر ماذا ستُضيف جهودي لأجل وطني من خلال مكافحة التطرف والإرهاب وجماعاته وخدمة الأمن الوطني وقضايا مجتمعي الفكرية وبما يُسهم في تحقيق رؤية وطني بصفتي مواطنة عموماً وكوني امرأة خصوصاً لها اعتبار آخر ما إذا سلّمنا أن دور المرأة وتأثيرها الفكري في المجتمع أكبر مما قد يتصوره الكثير وأضعاف دور وتأثير

الرجل، وتمكين امرأة هو أهم دلالات الصورة الذهنية الإيجابية وسمعتها عالمياً وإعلامياً وفي الإعلام الخارجي على وجه التحديد. إيماني بهذا كلّه حمّلني المسؤولية الذاتية، وحينما استشعرت دور المرأة داخل دهاليز التنظيمات المتطرفة والإرهابية فصورة المرأة وعلاقتها بالتشدد والإرهاب ارتبطت إلى حد كبير في البعد الإعلامي والتسويقي. في السياق ذاته أسترجع سؤالاً طرحته علي مقدمة إحدى البرامج التلفزيونية المتخصصة في بداياتي وقبل أكثر من 10 أعوام وعقد من الزمان عندما سألتني في أعقاب الحادثة الإرهابية في محطتي قطارات الأنفاق في موسكو عن مدى احتمالية ظهور امرأة إرهابية في مجتمعاتنا أو تحديداً تحوّل تنظيم القاعدة لاستخدام النساء؟ فكانت إجابتي: السؤال الذي يجب أن نعلّقه دوماً ولا نتجاهله مطلقاً: إلى أي مدى المرأة في مجتمعنا بعيدة عن إمكانات التجنيد الإرهابي أو قريبة منها؟ مع الأخذ في الاعتبار أن الوصول للمرأة ووسائل تجنيدها أقل كلفة من تجنيد الرجل وفي الوقت ذاته هي أكثر فداحة من حيث النتائج. الخطورة الحقيقية التي تكمن في التطرف وقدرة الجماعات الإرهابية على تجنيد مناصرات من النساء لها أو منفذات لأجندتها حتى إن سلّمنا بأنها لا تشكل ظاهرة كما لدى الرجال، أن العلاقة التي تربط المرأة بأفراد المجتمع تشكل شبكة مركزها المرأة (الأم). أن تجنّد امرأة إرهابياً هذا يعني أن تزيد من نسبة تجنيد نصف المجتمع أضعاف ما يحققه رجل لجماعة إرهابية! وفي عصر السوشال ميديا وللأسف الشديد كان استخدام الشبكات الاجتماعية في تجنيد النساء داخل المملكة أخطر من تجنيد الرجال لعوامل عدة، منها أن المرأة تمثل النسبة الأكبر من الطلبة الجامعيين وفئة الشباب وللمحافظة الموجودة في المجتمع فتعد الشبكات الاجتماعية مدخلاً مثالياً للنفاذ إلى أذهان الفتيات السعوديات، خصوصاً ما أثبتته الأحداث المتعاقبة حول نظرة جماعات الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية أنها لا ترى في المرأة إلا أداة لتمرير خدماتها المالية أو الدعائية، أو استغلالها كحاضنة لتفريخ الأجيال فكرياً، أو كينونة لتمرير فتاوى وآراء مؤدلجة وغيرها. كما أن التأثير وخلق قناعات في شريحة كبيرة من النساء على الشبكات الاجتماعية، يعطي مؤشرات غير دقيقة للعالم حول المرأة السعودية، ويسهم في اعتماد هذه الركيزة غير الدقيقة في نشر مواد في الصحف الغربية عن رأي المرأة السعودية في القضايا، وبالتالي يسهل للإعلام المعادي تلبيس قضية مثل سجينات القاعدة على أنها قضية حقوق، وأن السعودية تقمع حرية الرأي. على صعيد آخر المرأة الأم والزوجة، لها تأثير كبير على الأسرة وخصوصاً على صغارها، ما يخلق العديد من الأبناء الناقمين على الوطن وعلى حكامه، مما يجعلهم عجينة جاهزة لأي تيار إرهابي، لاستخدامهم في عمليات، أو يتحولون لداعمين لرسائل معادية للوطن أقلها في الشبكات الاجتماعية. «خصوصية المرأة» إذا صح التعبير والشكل الاجتماعي للتعامل مع المرأة، أضعف من التصدي لبعض القيادات النسائية للتيار السروري والإخواني تاريخياً، وهذا سمح عبر الوقت بخلق أجيال عدة من المريدين والتابعين، خصوصاً أن تحرك النساء يتم في الظلام أكثر من الرجال، وإذا ما أضفنا أن عدداً من القيادات النسائية أكاديميات أو مدرسات، فهذا يعني فرصة مباشرة لتجنيد الطالبات. إذ إن هناك أذرعا أكاديمية تقبع داخل الجامعات، وأدمغة تعليمية مؤدلجة تجوب مراحل دراسية متعددة، وبذلك يعني أن هناك قنابل موقوتة انفجر بعضها، وبعضها الآخر ينتظر.

• ما مدى العلاقة بين بينة الملحم وما نقرأ من كتاباتها؟

•• أعتقد أن الكتابة هي انعكاس لقراءات أي كاتب وثقافته المعرفية وممارسته الثقافية هذا بصورة عامة أمّا بصورة خاصة فكتاباتي هي بنات أفكاري وكل كتابة منها هي تكتبني أكثر من أنني أكتبها.

• هل واجهتك صعوبات في بداياتك في الكتابة سواء من الأسرة أو المجتمع؟

•• ذكرت أنه ليس هناك من يولد كاتباً وليس هناك من يصبح كاتباً في يوم وليلة فالكتابة موهبة فطرية في الأساس قد تنميها تنشئة أي فرد أو كاتب والعكس صحيح بصرف النظر عن عوامل تلك التنشئة وشكل الأسرة التي تتعهدها، وأمّا عني فقد حظيت بأسرة مثقفة ومحبة للعلم ونهمة القراءة منذ أوانها بدءاً من جدّي الشيخ عبدالمحسن بن عبدالله -يرحمه الله تعالى- داعمي وعرابي الأول عميد المثقفين السعوديين وقارئي الأول! حتى قبيل وفاته عن عمر يناهز المئة ونيف من أعوام ظل طيلة مسيرتي الكتابية أول من يقرأ مقالي وأول من يتلقاه ويناقشني فيه والأعظم من ذلك كانت كثير من المقالات كتبتها من إلهامه لي بفكرتها واقتراحه لي بموضوعها قبيل موعد كتابتي بمقالي الأسبوعي.

• مقال كتبتِه وله موقف لا يزال عالقاً في ذهنك؟

•• مقال كتبته في بداياتي الكتابية في صحيفة الوطن في عام ٢٠٠٧ وكان يناقش قضية اختطاف مشروع الصحوة والإخوان للأنشطة الطلابية آنذاك والمسارح المدرسية والأندية الصيفية وبعض أنشطة جمعيات التحفيظ ومراكزهم الصيفية في زمن مضى وعلى إثر مشاهدتي موقفاً حقيقيا حينما رأيت طفلة عُلّقت على جيدها بطاقة مكتوب فيها عبارة مفخخة «سنبيع للأقصى حياتنا»! فكتبت من فوره مقالي الذي كان بعنوان (أعطني طفلاً ومسرحاً أصنع لك قنبلة!)، وشكّل نقطة التحول في مسيرتي الكتابية والأكاديمية والبحثية وتخصصي الأكاديمي.

• ما رأيك بمكانة المرأة بالسعودية؟ هل نالت حقوقها؟ أم أنها ما زالت تعاني وينقصها الكثير؟

•• كانت التطلعات والمناداة بتمكين المرأة تتجاوز كونها مجرّد ترفٍ مجتمعي إلى اعتبار أن اكتمال سير عجلة التنمية في أي مجتمع لا تكون من خلال الاقتصار على جنس دون آخر. في زمن مضى كان هناك من يعارضون مطالبات تمكين وطموحات المرأة في مجتمعنا بالموافقة بين إمكاناتها وقدراتها الحقيقية والفردية والحقوق المقرة شرعاً والمرفوضة اجتماعياً، الأمر الذي تطلّب مراجعة فكر البنية التحتية المجتمعية بصورة عامة وإعادة فلترته بقرار سياسي ودعم قيادي وتمكين قوي وسريع ما أسهم في مراجعة المجتمع وفكره للموروثات الثقافية والمفاهيم الزائفة التي كانت مغروسة في ذهنه حول المرأة والشالة لحركتها ورسّبتها لدى فكر بعض النساء خاصة وإيمانها بذاتها وقدرتها المتساوية مع شقيقها ومواطنها الرجل، وبالتالي حرمت عملية التنمية الوطنية الشاملة بمفهومها الكلي من كثير من الكفاءات التي توارت لجنسها فحسب ردحاً من الزمن، وبقيت كثير من المواقع والوظائف طيلة كل تلك السنين مقصورة على الرجال بحكم تلك المفاهيم التي كانت تُمثّل لدى الناس أحكاماً قاطعة ولها من القداسة ما يحصر تعليم وعمل المرأة في قطاعات دون أخرى ومواقع تنفيذية دون قيادية على اعتبار أنها تتناسب وطبيعة ما تقره تلك المفاهيم للمرأة من أدوار ليست -في الحقيقة- سوى عملية تعيد إنتاج نفسها من خلالها ضمن أطر ثقافة المجتمع المشرّع والفارض عليها هذا الإطار. أما اليوم وإذا كان الحديث حول المرأة السعودية واستحقاقاتها ومكتسباتها الوطنية في هذا العصر الذهبي للمرأة السعودية فللحديث ولهذا التمكين التاريخي لونٌ أخضر تتوشحه كل امرأة استثمرت تلك الفرص العظيمة التي حظيت بها في ظل قيادة حكيمة واعية تدرك أن المرأة صنو مواطنها الرجل في دفع عجلة التنمية الوطنية .

• دعينا ننتقل إلى محطات من ملفات كتاباتك ومقالاتك ومشاركاتك الدولية والإعلامية.. ليس بدءاً من الملف الإيراني والملف التركي ولا انتهاء بثورات الربيع العربي.. ما سر الحضور الإعلامي اللافت لك؟

•• حينما نؤمن بأن أشرس معارك وحروب اليوم التي تخوضها وتجابهها كبرى الدول هي الحرب الإعلامية وأنت أصلاً قد نذرت قلمك لهذا الوطن فمن الطبيعي أنك حينما تقرر الكتابة أو الحديث لأجله تستلّ قلمك.. ويغدو حينها ذلك القلم والكتابة أو ذلك الحساب بتويتر أو ذلك الصوت والحضور الإعلامي كالجندي المرابط على ثغر من ثغور الوطن الذي نذر روحه دون وطنه وقيادته. مثّلت ثورات الربيع العربي لحظة طموح للأنظمة والتنظيمات التي تعادي المملكة، حيث مثّل سقوط نظام أو رأس النظام في دول عربية عدة لحظة طموح لجماعة الإخوان وتمكنها من الوصول للسلطة في مصر ودول عدة كتونس، وبدت فرصة لمحاولة استهداف المملكة. لكن لدى الدول العربية في آسيا، كان هناك اقتسام تركي - إيراني يجعل المنطقة منطقة نفوذ إيراني، إذ حاولت إيران إسقاط النظام في البحرين، وسمح لها بغزو العراق بالدخول في أعمق التفاصيل العراقية، وكذلك مثلت الثورة السورية فرصة للتمدد الإيراني في سورية، وتغيير ديموغرافيتها، إضافة إلى اليمن التي مثلت بشكل أو آخر، نقطة التقاء مشروع ولاية الفقيه مع مشروع الإخوان المسلمين. طبعاً المملكة بدأت في أخذ مواقف سياسية شجاعة، وتسمية الأشياء بأسمائها، إذ بدأت هذه المرحلة من حرب تموز 2006، حين سمت المملكة الحرب التي افتعلها حزب الله بأنها مغامرة، أتى ذلك مع بدء انطلاق الفيسبوك، وتتابع الشبكات توالياً، وأتى تويتر ليكون الخليفة الشرعي للمنتديات، وبالتالي بدأت دول عدة على رأسها إيران وتركيا إضافة إلى أدواتها من الجماعات والتنظيمات الإرهابية المعادية وعلى رأسها الإخوان وفلول التائهين ممن يسمون أنفسهم بالإصلاحيين المعارضين بهتاناً وزوراً، على إستراتيجية إعلامية بالدرجة الأولى تستهدف خلخلة المجتمع السعودي، مستغلة عوامل عدة منها ثورة موجة الانتخابات والصناديق، واختيار الشعوب في دول الربيع العربي وما إلى ذلك، ولكن توقيت الربيع كان في المملكة توقيت ازدهار اقتصادي وتنموي توّجته مرحلة رؤية 2030، وأحد أهم تلك المراحل على الصعيد المجتمعي السقف المرتفع وحرية التعبير عن الرأي المسؤول للسعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي وازدهار صحافة المواطن السعودي وتكون الرأي العام السعودي الذي شكّل جيشاً إلكترونياً كاسحاً في وجه أي محاولات إعلامية معادية تستهدف وطنه، ثم تباعاً مثّل الاستقرار ونعمة الأمن والأمان العامل المهم في أذهان السعوديين، وهم يرون كيف صنع بالدول العربية غياب الأمن والأمان، وأدركوا أن الاستقرار نعمة عظيمة، وأن النظام في المملكة هو أفضل نظام عربي وأكثره عدالة، وتوزيعاً للتنمية بين المناطق، وهذا ما جعل هذه الحملات الإعلامية التقليدية تفشل فشلاً ذريعاً.

• شاهدت صورتك في منصة مؤتمر أو حدث عُقد بباريس، وقرأت لك مقالاً أخيراً مهماً عنوانه الأكثر تسامحاً الأقل تطرفاً، فما قصة تلك المشاركة والمقال؟

•• تشرّفت بتمثيل وطني وكنت المرأة الوحيدة ضمن الوفد الرسمي المرافق وبمعية الشيخ الدكتور محمد العيسى مشاركة في مؤتمر باريس ذلك الحدث الأبرز الذي شهد فيه العالم كيف اجتمع فيه ممثلو الديانات السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية على طاولة واحدة من قيادات دينية وفكرية ومجتمعية في مؤتمر «السلام والتضامن»، الذي رعته رابطة العالم الإسلامي وبمشاركة ممثلين من 40 دولة.