-A +A
صالح شبرق (الشارقة)

نظمت منصة التواصل الاجتماعي في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2020، جلستين حواريتين، استضافت خلالهما خبراء في التقنيات الحديثة، ووسائل الإعلام المعاصر، جاءت الأولى بعنوان: «مواجهة 2020»، وقدّمها أحمد عصمت، فيما جاءت الثانية بعنوان: «التقنية في زمن كورونا»، وتحدث خلالها عبدالله السبع.

وتطرق أحمد عصمت، المتخصص في مجالات التحول الرقمي في صناعة الإعلام والترفيه، للحديث عن التحولات التي طرأت على الكثير من القطاعات الحيوية جرّاء انتشار فايروس كورونا، والتغييرات التي طالت واقع النشر والصناعات الإعلامية الترفيهية، وأوضح الفروقات بين الأمس والحاضر على صعيد الأعمال وعقد الاجتماعات واللقاءات عن بُعد، وفقد الوظائف. من جانبه، سلط عبدالله السبع خلال جلسة أدارتها ندى الشيباني، الضوء على القلق الذي تسبب به انتشار الفايروس، ودور التكنولوجيا والمنصات الإلكترونية في منح الإنسان العديد من الخيارات والأدوات للمقاومة والتواصل مع الآخرين. وأكد السبع أن الجائحة اختصرت على العالم 10 سنوات من العمل، إذ دفعت إلى سرعة انتهاج التعلم عن بعد باستخدام الخيارات العديدة التي تتيحها التقنيات الحديثة، وانتشار المنصات الافتراضية، كما دفعت الشركات إلى تبني سياسة العمل من البيت، إذ أثبتت هذه التجارب نجاحاً سيفرض في مستقبل الأيام دمجاً بين الحياة الواقعية والافتراضية. ويستقبل معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ39 يومياً آلاف الزوار من مختلف الأعمار، ينتشرون بين ردهات قاعاته، ويتوقفون أمام منصات دور النشر، لتصفح كتاب، والبحث عما يلبي شغفهم، فمنهم من يجد ما يبحث عنه، ومنهم من يستكمل رحلته بين آلاف الكتب المصفوفة على المنصات. وتزداد حركة الشباب الإماراتي نشاطاً في معرض الشارقة الدولي للكتاب، فيزورونه أسراً وأفراداً، كالزائر عبدالرحمن النقبي، الذي يتجول بين ردهات المعرض بعربة مثقلة بعشرات الكتب التي اشتراها، وبسؤاله عن نوع الكتب التي تستهويه، يؤكد أنه مهتم بجميع ألوان الأدب. ويأتي أدب الغموض والتشويق في سلم اهتمامات المهندس والكاتب الإماراتي الشاب زايد المرزوقي، باعتباره فناً يحرك مشاعر القارئ ويستفزها لمواصلة القراءة ومعرفة الأحداث التي تتناولها الصفحات المتتالية، وصولاً إلى خاتمتها. وأمام إحدى دور النشر التي تزخر أرففها بالكتب المترجمة، يقف الزائر الإماراتي راشد إبراهيم طه، يقلب صفحات إحدى الروايات، إذ يكشف في حوار معه أنه مهتم بالروايات ذات الطبيعة الواقعية، ويرجع شغفه بها إلى العبر والدروس التي يستخلصها منها. وغير بعيد عن الزائر راشد، يقف شابان إماراتيان يتناقشان حول كتاب ما، تبين أنه كتاب باللغة الإنجليزية، يضع القارئ كما يقول الشاب أيمن إسماعيل شرف، أمام تساؤلات تحفيزية تتطلب التفكير والبحث لمعرفة الإجابة. وبتوجيه السؤال إلى صديقه عامر محمد العوضي، حول الكتب والعناوين التي تجذبه، يشير إلى أن أغلفة الكتب وتصاميمها هي التي تستقطبه لتصفحها وليس اسم المؤلف، أو نوع الأدب، إضافة إلى حبه لقراءة الشعر الإنجليزي. من جهة أخرى، يفتح مجمع اللغة العربية في الشارقة أبوابه لعشّاق اللغة، وروّاد العربية، خلال مشاركته في الدورة الـ39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يستمر حتى 14 من نوفمبر الجاري، إذ يقدّم الجهود في سبيل الحفاظ على اللغة العربية، كما يعرض المجلّدات الثمانية الأولى من مشروع المعجم التاريخي للغة العربية التي أطلقها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أخيراً. ويقدّم المجمع لضيوف منصته في القاعة 5، إصدارات من العدد الجديد لمجلة «العربية لساني» الفصلية الصادرة عن المجمع، إلى جانب الأعداد السابقة من المجلة، التي تعنى بتسليط الضوء على أحدث دراسات اللغة العربية والمشتغلين فيها، إلى جانب عرض فيديو تعريفي حول خطوات تنفيذ مشروع المعجم التاريخي للغة العربية يتضمن مقابلات مع عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية للمشروع. واستقبل معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ39 وفوداً رسمية من مختلف بلدان العالم، ضمت سفراء وقناصل ومسؤولين ممثلين لعدد من البلدان الأجنبية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وشهد يوم أمس (الثلاثاء) - سابع أيام المعرض، زيارة وفد من سفارة جمهورية المكسيك، ووفد من القنصلية اليابانية، والكندية، تفقدوا خلالها أجنحة دولهم المشاركة في المعرض، واطلعوا على التجربة التي يقدمها معرض الشارقة الدولي للكتاب كأول نموذج دولي في المعارض الهجينة خلال فترة كورونا ومستقبلاً.