-A +A
«عكاظ» (حائل)

عملت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة من خلال مشاريعها الثقافية المتنوعة على توثيق المحتوى الفكري العربي، فهي تضم بمختلف فروعها أكثر من 3 ملايين مادة معرفية متنوعة ما بين الكتب والنوادر والوثائق والمخطوطات والخرائط والصور النادرة، إذ يشكل التراث العربي، والمقدسات الإسلامية ركناً أساسياً من عمل المكتبة، ففي الشأن الفلسطيني تضم المكتبة قاعدة كبيرة من الكتب والوثائق والخرائط، كما أصدرت بشأن الأقصى كتاباً ضخماً مصوراً عن كل الأماكن المقدسة والأماكن التراثية ومسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى ويتضمن مجموعة كبيرة من الوثائق والصور النادرة بعنوان: «الأقصى».

ومن خلال التعاون بين المكتبة والأونروا تم إطلاق شبكة مكتبات الأونروا، إذ وفرت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عبر مركز الفهرس العربي الموحد الإمكانية الفنية لأخصائيي المعلومات في برنامج التربية والتعليم، إذ تم استيراد بيانات آلاف الكتب وأوعية المعرفة الأخرى التي شكلت قاعدة بيانات المكتبات الفلسطينية من الفهرس العربي الموحد، لتصبح مُتاحة عبر شبكة المكتبات الإلكترونية الخاصة بالأونروا.

ودعا الدكتور عبدالكريم بن عبدالرحمن الزيد نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، الذي قدم الورقة إلى إنشاء قاعدة بيانات على الإنترنت، تتضمن صوراً رقمية لجميع وثائق محكمة القدس الشرعية، مع إيجاد روابط لجميع الدراسات والبحوث التي تناولت هذه الوثائق، موضحاً أن هذا الأمر يمكن أن يحفز الباحثين في كل مكان، لإعداد دراسات وبحوث مستفيضة عن محتويات هذه الوثائق.

ويبلغ عدد سجلات محكمة القدس الشرعية 820 سجلاً، تتكون صفحات كل سجل من 150 إلى 500 صفحة، وهذا يجعل من هذا الأرشيف أكبر مصدر موثق لمدينة القدس بما يقارب ربع مليون صفحة، بما يؤكد أن هذا الأرشيف يمثل ذاكرة مفتوحة وموثقة لمدينة القدس منذ عام 1528م، كما بينت الدراسة أن أرشيف محكمة القدس الشرعية من أقدم الأرشيفات في منطقة الشام، ويمثل ذاكرة وشاهداً حقيقياً على تاريخ مدينة القدس منذ بداية القرن السادس عشر 1582م.