القصيمي
القصيمي




إبراهيم زولي
إبراهيم زولي




محمد القشعمي
محمد القشعمي




عبدالمحسن يوسف
عبدالمحسن يوسف




أحمد الحوت
أحمد الحوت
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
ليس جديداً ما يتعرض له بعض المغردين التنويريين ممن ينصّبون أنفسهم محتسبين للتصدي للمنكرات والتجاوزات بحسب زعمهم. فالتاريخ المعرفي للبشرية شهد حوادث مؤسفة ومحاكم تفتيش ثقافي طاولت

الفلاسفة والمفكرين الغربيين والعرب، ومن يستعيد سيرة الحلاج ويستعرض تاريخ أبو العلاء المعري ويستقرئ حياة التوحيدي ويقف على تفاصيل وفصول من معاناة عبدالله القصيمي ويربطها بما وقع وما يقع اليوم؛ سيكتشف أن الأدلجة الحمقاء تدفع الرموز إلى استغلال عاطفة عالم أو داعية أو واعظ لتمرير أجندتهم المشبوهة ومقاومة التنوير بالاحتساب.


ويؤكد الشاعر إبراهيم زولي أن الزمن تجاوز الحزبيات والأدلجة بحصافة قرارات التحولات التي تشهدها المملكة، وعدّ زولي الاحتساب على الفكر والمعرفة افتئاتا على الدولة وعلى المؤسسات المعنية بفسح المطبوعات، موضحاً أن النص الإبداعي قابل للتحكيم لكنه لا يقبل المحاكمة كون النصوص لها شيفرة خاصة يحسن فكها النقاد المعرفيون والمثقفون المؤهلون، مشيراً إلى أن النص مغلق على الفهم التقليدي العاجز عن استيعابه، كما أنه يستعدي المؤدلجين، كون التنوير والانفتاح يحجم دورهم ويضيق مساحة هيمنتهم فيقفون له بمرصاد التأويل الفاسد والمغلوط لاستثارة مشاعر المجتمع ضد كتاب لم يقرأوه ومؤلف لم يسمعوا منه، مستعيدا فوبيا النشر التي دفعت عددا من رموز الحداثة إلى الانكفاء وتفادي طبع أشعارهم ونصوصهم خشية أن تتحول لأدلة إدانة يترافع بها المحتسبون ضدهم، ولفت إلى جناية الظلاميين على التنويريين عبر عصور الفكر الإنساني، ورجح أن تكون أبرز مظالم المؤدلجين تضحيتهم بالدكتور فرج فودة الذي دفع حياته ثمناً لفتوى احتساب غير عادلة ولا موضوعية، واستعاد معاناة الدكتور نصر حامد أبو زيد، والذهاب إلى حد التمسك بالتفريق بينه وبين زوجته الدكتورة ابتهال يونس، مؤملاً أن يكون ما تعرض له سقراط وروسو والتوحيدي الذي أحرق كتبه من الماضي الذي يُذكر ولا يُعاد.

ولا يتردد الشاعر عبدالمحسن يوسف في قول «حتى هذه اللحظة يبقى الحذر منهم قائما، هؤلاء لا يتورعون عن اقتناص أي هفوة للإيقاع بضحاياهم وقطع أرزاقهم ولربما أعناقهم».

ويؤكد الكاتب حماد السالمي أنه عاش وعايش ما واجهه المبدعون والمؤلفون وحتى الكتاب من أصحاب الرأي في زمن مضى من كتائب محتسبي المعرفة الذين يدورون عادة في حلقة فرض الوصاية على الناس كافة والمبدعين من المثقفين والشعراء والأدباء والمؤلفين على وجه الخصوص، وأوضح أن حملاتهم المسعورة في معارض الكتب لم تمحها الذاكرة بحكم أن العهد بهم قريب، وعزا إلى الأدلجة الحزبية مثل هذه الشراسة مع المعرفة بدعوى الاحتساب، مشيراً إلى أن أولئك الحمقى ومن يقف وراءهم ولّى عهدهم وتجاوزهم الزمن المعرفي الجديد الذي ليس له حدود ولا رقيب أو حسيب إلا ضمير الكاتب والمؤلف وعقله الذي أنتج المعارف وسوقها. وأضاف بأن الوعي المعرفي للبشرية جمعاء غدا عصيا على الوصايات حتى لو تدثرت بالدين، وتطلع السالمي لعودة الكتابة المعرفية الجادة للمحافظة على بناء الوعي الصلب أمام الثقافة الهشة التي تنتجها الميديا وتحفظ على ركود وجمود كتاب النصوص الإبداعية المحرضة والمحفزة على التأويل واستنطاق الجمال وتجاوز التقليدي، وتحجيم ثقافة الساندوتش عبر منصات السوشال ميديا التي أخذت في حجب الأفق أمام المنتج الثقافي الجاد ما خلق جوا من الدهشة في الوسط الأدبي الذي اعتاد على التجاذب في ما هو جديد وجيد أو غير جيد، وأضاف لن يموت المبدع ولن يفنى الناقد الناقم والموضوعي إلا أن الزمن يتغير والأدوات تتجدد والقوانين المؤسسية تمنع التجاوز أو تداخل الاختصاصات، كون هناك مؤسسات معنية بفسح المطبوعات وتصريح تداولها.

ويرى المحقق المعرفي محمد القشعمي أن جذور الاحتساب على الوعي والتأليف مدفونة وتنتظر الفرص للظهور، مؤكداً أن الحملات الشرسة على المصنفات والمصنفين لم تتوقف، وعزاها إلى أحقاد ومنافسات وتصفية حسابات تؤججها أصابع خفية ويندفع لها بعض المتحمسين والعاطفيين من محدودي العلم وقليلي الخبرة، وأبدى دهشته من جهل المحتسبين على كتاب ما بمضمونه، إذ عند سؤال القائم بالاحتساب عن فصول الكتاب وعناوينه تجده لا يعرف منها كلمة واحدة كونه لم يقرأ النص الذي يود إنكاره ولم يعقد جلسة حوارية مع المؤلف ليسمع منه، مشيراً إلى أن هاجس تداعيات الاحتساب دفع البعض إلى التوقف عن الكتابة والبعض آثر السلامة وكتب بأسماء مستعارة، واستعاد أسماء مؤلفين ومؤلفات ظلمتهم التيارات والأطياف الاجتماعية في زمن مضى فيما كتبهم متداولة اليوم دون محاذير، ولم يخف (أبو يعرب) أنه مفتتن بالكتابة عن المسكوت عنه غير عابئ بالمحتسبين كونه يدرك الثوابت الوطنية ومعايير النشر.

أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للإعلام الداخلي سابقا أحمد عيد الحوت الغامدي أنه خلال عمله السابق في اللجان الإدارية وما جاء بعدها من لجان شبه قضائية لم تعرض عليه قضية احتساب على كتاب إبداعي.