سوق الحرفيين حكايات كتبتها أنامل الأجداد.
سوق الحرفيين حكايات كتبتها أنامل الأجداد.
من أعمال الحرفيي
من أعمال الحرفيي




يحتوي السوق على أكثر من 112 متجراً متنوعاً.
يحتوي السوق على أكثر من 112 متجراً متنوعاً.
من أعمال الحرفيين
من أعمال الحرفيين
-A +A
عبدالله السلمان (الأحساء) waw114@
بامتداد حِرفه القديمة، بين حبال الليف، وسعف النخيل، وأغصان الأشجار، وجلود الأنعام، تعود سوق الحرفيين من جديد، لتروي حكايات وقصصا كتبتها أنامل الأجداد.

واحدة من تلك القصص أن يفني العم «صالح الحميدي» عمره في صناعة المديد من نبات الأسل، ليستريح عليها إنسان ما قبل النفط، حيث لا تكنولوجيا ولا سرر فارهة، ولا تزال هذه «المدة» تستخدم تراثياً حتى الساعة.


أما القصة الأكثر حضوراً فهي تحضر ليلاً في العرضة والسامري، ويصيغ فصولها العم عبدالهادي القصيمي، واحد من الحرفيين الذين تفننوا في صناعة الطار، ومع دخوله «70 عاماً» لا يزال متولعاً بالحرفة، ويروي قصة تعلقه بها منذ كان شاباً في مقتبل العمر، كيف كانت مناسبات الأعياد والزواجات تبدو جميلة مع العرضة والسامري، وجميعها محركها الرئيسي الطار، إذ تموت الحيوانات وتهدي جلودها لصانعيه، فلا يستغني عنه السمار وهواة الليل، وبين السامعين والضاربين فيه تبدو لغته أقرب إلى الاثنين معاً، وكلما تولع العاشق ومع كل ذلك يتحمل عذابات كثيرة، فيخرجها على شكل صوت قوي، وكلما حاول الخفوت قربوه من النار. واليوم تعود السوق تحت قبة واحدة تحتوي أكثر من 112 متجراً منقسمة إلى جزءين. وأوضح المتحدث باسم أمانة الأحساء خالد بوشل لـ«عكاظ» أن السوق تم تدشينها في مارس الماضي ويهدف مشروعها لدعم منظومة المرافق الخاصة في المنطقة التاريخية بمدينة وسط الهفوف التاريخي، حيث تشكل السوق أهمية تاريخية وتراثية كونها تضم أكبر عدد من الحرفيين في الأحساء، ما يكون له الأثر الكبير في دعم الصناعات الحرفية وتأمين البيئة المناسبة للحرفيين وتسويق أعمالهم ودعم السياحة بالشكل الذي يليق بحجم تلك الأعمال ويساهم في دعم الناتج المحلي.

وجسد تصميم السوق الطابع التراثي الأحسائي الشعبي القديم، وتقع على مساحة تزيد على 12 ألف متر مربع وتصميمها يحوي عناصر مستمدة من العمارة الأحسائية، وترتبط متاجرها بممرات مسقوفة، مع وجود نوافذ تسمح بدخول الضوء الطبيعي وتهوية السوق، ويتوسطها فناء مفتوح مشابه للأفنية بالبيوت التقليدية وحوله رواقات بأقواس ترتكز على أعمدة رباعية، ويضم الفناء مقهى شعبيا ومخبز تنور تقليديا، وتحتوي السوق على أكاديمية خاصة لتعليم الحرف اليدوية من قبل حرفيين ذوي خبرة عالية في مجالهم، حيث ينقلون خبراتهم من خلال هذه الأكاديمية للأجيال القادمة، لضمان المحافظة على هذه الحرف، ودعم المردود الاقتصادي والسياحي للصناعات الحرفية واستدامتها.