-A +A
حصة مطر الغامدي
«وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا» المعلم الأول لهذا الكون ولهذه البشرية الممتدة من خلق آدم إلى ما شاء الله، هو (الله العليم الحكيم) جلّ ثناؤه وتقدست أسماؤه، الله تفضل على آدم بالعلم والملائكة أقروا لآدم بالفضل بذلك العلم الذي تلقاه من الله سبحانه وتعالى. بهذا الشرف الكبير لآدم، تصبح مهنة التعليم هبة عظيمة ورسالة شريفة قدّ لا يحسن إليها إلا الشرفاء والأوفياء، يقولون إن المعلم «منبع كل إلهام» أحلامنا أنا وأنت والضابط والوزير والجندي والطبيب قد يكون بدايتها شخص وثق بك وآمن بقدراتك وردد على مسامعك «كم أنت مبدع، كم أنت مميز». تلك الهمسات قادرة على إحداث زلزلة، وهزة قوية إنها مثل تلك العصا السحرية لفك شفرة الإبداع والتفوق، فتجد الطالب يثابر من أجل أن يستجلب نظرة الرضا من معلمه، وقد تكون أدواتها حبّاً ولطفاً ولمساتٍ دافئةً ومؤثرةً من المعلم، أولئك الأطفال والطلاب الذين يعيشون بعضاً من الوجع والألم وقد لا يعلم عن بؤسهم إلا المعلم، فتجدهم يلتصقون بمعلميهم لأنهم يمثلون النموذج الإيجابي الوحيد في حياتهم.

لا ننكر أن هناك ثغرات في التعليم والمعلم قدّ يتحمل الجزء الأكبر من تلك الأخطاء كونه الأهم في المنظومة التعليمية، وبالمقابل لا نستطيع أن نعمم ونقول جميع المعلمين سواسية في الاجتهاد وفي الإهمال، ولكننا نجزم بأن مهنة التعليم في عصرنا الحالي شاقة تختلف عن الماضي في أمور عدة، منها نوعية الطلاب وسلوكهم، همتهم وانضباطهم، والمناورات التي تحدث بينهم.


يقضي المعلم كل يوم ساعات من الزمن تحت سقف المدرسة في تحديات غير نمطية، بحراك طلابي دائم لا يمكنه في الغالب التنبؤ بما قد يحدث، إنهم المؤثرون الحقيقون في حياتنا.

فالمعلم «لا يُقهر، ولا يُهزم ولا يُهمل»، يجب أن يحظى بالاحترام والتقدير المعنوي والمادي الملائم وصدق الشاعر حين قال:

إن المُعلمَ والطّبيبَ كِليهما

لا ينفَعانِ إذا هُما لم يُكرما

يُحتفل في الخامس من أكتوبر كل عام، بيوم المعلم العالمي، إنها فرصة لإنصاف المعلمين وإعطائهم الامتيازات التي يستحقونها بسخاء وبتقدير عالي الجودة لتنعكس بدورها على جودة التعليم، وأيضاً منحهم المكانة الاجتماعية التي تليق بهم وترفع من شأنهم، ويا ليتنا ننتبه إلى أن المعلمين متغايرون ومختلفون بامتياز.

وعلى الآباء أن يَحثُوا ويدفعوا أبناءهم كل يوم ليظهروا التقدير والشكر والاحترام للمعلم المُثقل بهموم الطلاب، التعليم، الإستراتيجيات، الوزارة، الإشراف التربوي، القائد، والتكيف مع جميع المتغيرات المطروحة بميدان التعليم.

«أخيراً عزيزي القارئ إذا استطعت أن تقرأ هذه المقالة، فتوجه بالدعاء والامتنان إلى معلمك بالصف الأول، جزاهم الله عنا خير الجزاء».

hsmtaaw@gmail.com