-A +A
عبدالله رمضان العمري خميس مشيط
مما قيل عن الدنيا «نعيمها يضفو لكنه لا يصفو»، وذلك لما يشوب الحياة من منغصات ومفاجآت صادمة يدخل الشيطان في تفاصيل أسبابها، حتى تفضي أحياناً إلى طلاق المرء لزوجته، أو يصيب دماً حراماً أو غير ذلك وما ينجم عنه من معاناة.

هذا كله يقع وطالما ونسمع عنه، لكن ما لم نسمع عنه أن يقدم شخص على قتل آخر ثم يزبن والدة المقتول في منزلها مستجيراً بها قائلاً «يا أم فلان، أنا قتلت ولدك فلان، وأنا الآن في وجهك أجيرني»، فترد قائلة «أبشر وأنا نورة، أنت في وجهي»، وتجوّره وتحميه ثم تقوم لاحقاً بالعفو عنه ابتغاء لما عند الله ولوجهه تعالى دون أي مقابل.


رجل المبادرات أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال، زار تلك الأم في منزلها مواسياً لها ومشيداً بها وبعظيم صنعها الذي تجلت فيه أبهى صور الكرم والإنسانية والحلم والإحسان.

وفي أثناء زيارة أمير عسير لتلك الأم روى له أحد الحضور تفاصيل القصة التي كانت بطلتها المواطنة النبيلة (نورة بنت محمد بن عبدالله آل عسيلة الواهبي الشهراني) التي أعطت درساً بليغاً في مكارم الأخلاق جسَّد أروع معاني الحكمة والعفو والحلم والتسامح والتسامي على الألم، ربما لم يُروَ منذ عفو حليم العرب (الأحنف بن قيس)، وقف الجميع لها شكراً وتقديراً وألسنتهم تشدو لها بالدعاء والثناء على هذا العمل النبيل الذي نتمنى أن يكون فيه العظة والتأمل ما يكفي لمن يتاجرون ببعض قضايا الدم.

ختاماً.. ندعو لهذه الأم الكريمة بنت الكرام وأم الكرم بجزيل الثواب، وأن يربط على فؤادها كما ربط على فؤاد أم موسى.