-A +A
أمجاد الرجبي (إعلامية وكاتبة)
تمر على الإنسان الكثير من المواقف المتنوعة، ومن بينها مواقف تثير استفزازه وتخرجه عن طوره ويتفاعل معها بما يمليه عليه غضبه من مشادة كلامية أو قرارات متسرعة، وبعد مرور أيام أو حتى ساعات يدرك بأن الموقف لم يكن يستدعي منه كل هذا الغضب والانفعال! وما خلفه من قرارات متسرعة وغير متزنة، فينتابه شعور الندم والإحساس بالألم! فكم موقف مر علينا وخلف وراءه الكثير من المشاحنات والمشكلات، ولو فكرنا به جيداً سنجد أنه لا يحتاج كل هذا الغضب والانفعال.

أتذكر في يوم وصلتني رسالة عبر زاجل غيرتني كثيراً، وربما هي التي دفعتني للكتابة عن الغضب! تقول الرسالة: «لا تخسري من يحبونك ومن هم حولك بسبب غضبك، الغضب ليس حلاً للمشكلة، بل سبب آخر لحدوث مشكلة أكبر»، فأصبحتُ بعدها أكثر هدوءاً وفهماً واتزاناً، فشكراً لأصحاب تلك الرسالة.


إن الغضب مشكلة تقود حاملها لمشكلات أكبر، ولخطورة الغضب وما يترتب عليه من مساوئ نهى نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم عنه، فقد جاء رجلٌ إلى النّبي عليه الصّلاة والسّلام وقال له أوصني يا رسول الله، فقال له: (لا تغضب)، وكرّرها ثلاثاً، كما مدح النبي صلى الله عليه وسلم من يملك نفسه عند الغضب، فقال من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (ليس الشديدُ بالصُّرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).. من حقك أن تغضب، لكن لا تسمح لغضبك بالسيطرة عليك والتحكم في قراراتك وأفعالك.

وأختم بالمقولة الشهيرة: «إذا تمالكت أعصابك في لحظة غضب واحدة، ستوفر على نفسك أياماً من الحزن والندم».

amjaadraja640@gmail.com