-A +A
عبدالعزيز آل غنيم الحقباني Aialghunaim@
بعد أحداث ما يسمى بـ«الربيع العربي» التي أودت بحياة مئات الآلاف وهجرت الملايين، عززت من فرص الإرهاب في المنطقة التي دفع بها الإخوان «المتأسلمين» بأيديولوجية إخونجية متطرفة بحتة، بعيداً عن الإنسانية في تفكيرها وسياستها، إذ إنها أحدثت شغباً وقتلت ونهبت وسرقت وحرضت على الفساد، حتى وصلت إلى تكفير من لا يتبعهم، وحلل مرشدوهم التفجيرات الغاشمة، وهم ساكنو البلدان المختلفة خصوصاً قطر وتركيا، وهذا الذي جاء بإرهابية «داعش» و«النصرة»، وعزز من «القاعدة»، وجعل التمدد الإيراني أسهل، وكشف خبث الخلافة المزعومة.

أما لماذا لم يدم حكم الإخوان في مصر؟، فلأن «مرسي» حين ترشح خدع أبناء المحروسة بـ«الديمقراطية» الزائفة، وحين وصل قرر تثبيت نفسه ولم يسمع للشارع المصري ولا للمحتاج، وعقب رئاسة عشرة أشهر جاءت ثورة المصريين وعزل بعد جمع 25 مليون توقيع للشعب المصري لعزله، إضافة إلى الحركات المعارضة ضد حكمه الغاشم الذي كاد أن يسلم فيه سيناء لإسرائيل، ومياه النيل لتركيا.


تلك الديمقراطية الزائفة دخلت عالمنا العربي لتغزو عقول الشباب وأفكارهم، وتحدث ضجة جديدة، وتحاول زرع صحوة جديدة، وتجديد منهج «السرورية» الذي لا يمت للدين الإسلامي الوسطي بصلة، وجاء بعض الإعلام العربي والغربي ليعزز تلك المظاهرات في عدة بلدان عربية.

لكن ما لا يعرفه المتابع للإعلام من العرب الذي أخذه طيش الإخونج، هو أن وسائل الإعلام الغربية حرضت على المظاهرات والسرقة والتحريض، فكشف أمرها، وقلت مصداقيتها، وهذا ما رأيناه في فرنسا وأمريكا من قمع ومظاهرات، حتى صرنا نتذكر الربيع العربي، وها هو الشتاء الغربي، عندما لوثت وسائل الإعلام الديمقراطية وربطتها بأيديولوجية الإخوان «المتأسلمين»، وصورت أنهم أهل الديمقراطية والأنفع للعرب.

وها هي الشعوب العربية التي نادت بالديمقراطية الزائفة تعاني، ففي ليبيا السراج عانت كثيراً وما زالت تعاني، ومصر والعراق سابقا وسوريا حالياً، فجميع تلك الفتن عادت على أصحابها الذين لوثوا الديمقراطية والإعلام الحر بالتزييف والكذب، وغزت أفكار ومعتقدات الأطراف المتنازعة الصامتة التي لم تعد صامتة خصوصاً هذا النوع من الإعلام الذي أضاف البنزين على شرارة صامتة دامت طويلاً.

أخيراً..

من ذلك، أود القول إن جميع الدول من حولنا تأثرت إلا مملكة الحزم والعزم، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين، الذي قطع دابر الإخوان المتأسلمين والصحوة السرورية من جذورها، ونادى بالإسلام الوسطي على منهج نبينا صلى الله عليه وسلم.

هناك من يخدم الإسلام، وهناك من يستخدمه لتبني التطرف.. هنا الفرق!