-A +A
عبدالعزيز آل غنيم الحقباني aialghunaim@
في حقبة من الزمن، هناك من تجرأ وحاول نشر أفكار متطرفة في المنطقة، وسعى لتسييس الدين ونزع منه صفات التسامح والخير ونبذ العنف، ولم يكتف بذلك، بل تمادى وشرع في تأجيج المشاعر في المجتمعات وجاهر بتطرفه وبالتكفير والأمر بالجهاد، وهذا ما يخالف الدين أساسا، حيث لا يأمر بالجهاد إلا ولي الأمر.

نعم تجرأوا ولكن خابت مساعيهم، ونذكرهم بأن قواعد اللعبة تغيرت، فهي تغيرت للأفضل لمحبي الخير والسلام وللأسوأ في حسابات مؤيدي الشر والتخريب والدمار، وهو ما دفعهم لشن حملات إعلامية تهاجم المملكة وقيادتها التي لم يعرف عنها سوى سعيها في نشر الخير والمحبة في العالم كافة، وتقدم صورة الإسلام الحقيقي الوسطي، الذي ينبذ العنف ويرفض إشاعة الفوضى.


أولئك المارقون عرابو التخريب أو ما يعرفون بأصحاب «الصحوة» شنوا حملاتهم على بلادنا بشتى الطرق، وكان السبب في ذلك اعتقادهم أن السعودية ستصمت على عدائهم، لكن ما إن حان الوقت المناسب، حتى أوقفهم قائد النهضة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بحكمته وعزمه والتفاف شعب المملكة العظيم حوله.

انطلق المشروع غير المشروع أو ما يعرف بـ«الصحوة» في 1979 بالتزامن مع ثورة الخميني، فأيديولوجية الطرفين واحدة ومبادئهما مشتركة، ورغم أنهما يظهران العداء لبعضهما، إلا أنهما يتفقان على كره المملكة ومحاولة زعزعة استقرارها على مدار أكثر من 40 عاما، وأيضا من خلال محاولتهم احتلال جميع العواصم العربية بدءا بدول الشام، وليبيا والعراق، لكنهم فشلوا وخابت مساعيهم، وانهزموا، وبدأت تتكشف أوراقهم وتحترق، وجندوا مرتزقتهم لمهاجمة المملكة إعلاميا، ما يؤكد فشل مشروعهم وتحطمه أمام قوة المملكة المستمدة من التزامها بمبادئها وقيمها السامية وثقلها العالمي.

وكل المؤشرات تدل على اقتراب نهاية دعاة التطرف وزوالهم ومحو أفكارهم، فالإرهاب ليس بزرع قنبلة بين الأبرياء، وإنما بنشر أفكار وأيديولوجيات متطرفة في المجتمع، وحان الوقت للتكاتف لتعقب من تبقى منهم، وهم فئة قليلة يائسة بائسة تقودها تركيا وإيران، وتحميها قطر بأموالها وإعلامها المسيس، حان الوقت للعيش بسلام مرة أخرى في المنطقة كاملة، حان الوقت يا عرب لطرد إيران وتركيا من أراضيكم، التي أصبحت مدمرة محطمة بعد أن عاثت الدولتان المارقتان وأذنابهما فيها فسادا.

ثمة فرق بين دولة تنشر الخراب والدمار في الأرض كتركيا وإيران اللتين عاثتا فسادا في المنطقة ومنها الشام واليمن وليبيا، وأخرى ترفع مشعل الخير والازدهار كالمملكة العربية السعودية، التي ركزت جهودها على التنمية والتطوير وبناء الإنسان الذي تعتبره أغلى ثروة، عبر مشاريع تهدف للارتقاء بحياته، إضافة إلى أن الرياض تستعد لاستضافة قمة العشرين في 21 و22 نوفمبر القادم، دأبت بلادنا على دعم مبادرات السلام في المنطقة، حقنا للدماء وليس إراقتها كما تفعل أنقرة وطهران، بأموال نظام الحمدين.