-A +A
خالد هزاع الشريف sh98khalid@
يتراقص أردوغان بعقول أتباعه ذات اليمين وذات الشمال، ويعتمد على العقول المغيبة الساذجة التي جعل عليها جداراً سميكاً، فتقبل منه أن يكذب وأن يتناقض وأن تضطرب أفكاره، دون أن يكون هذا مدعاة لتحريك هذه العقول لاكتشاف الخطة الأردوغانية لتضليل عقولهم واللعب بها.

في 2018 يصرخ في أتباعه الذين يطالبونه بتغيير أيا صوفيا إلى مسجد، يبيع عليهم الوهم، وأنه لا يستطيع أن يفعل هذا لأنه حريص -على حد زعمه- على المساجد في أوروبا، وأن تغييره أيا صوفيا لمسجد يعني مضايقة المساجد وربما تحويلها كنائس.


طالب أتباعه: إن كنتم حريصين على الصلاة فاجعلوا جامع محمد الفاتح يمتلئ قبل أن تطالبوا بتحويل أيا صوفيا لمسجد.

اليوم وفي 2020 وبلسانه، يصرح أردوغان أن تحويل أيا صوفيا لمسجد هو فتح مبين، وأنه الطريق لتحرير القدس، وهتف خلفه الأتباع دون تفكير بما قاله بالأمس، أين مصلحة مساجد المسلمين في أوروبا، وهل ازدحم مسجد الفاتح حقاً حتى يحول المتحف إلى مسجد؟ لا كل هذا لم يحصل، الذي حصل هو أن أردوغان سياسي ماكر يعرف أن المنفذ إلى تحقيق المكاسب هو تحريك مشاعر الناس الدينية والتعويض عن خسائره الكبيرة الاقتصادية والسياسية وإعادة الوهج ليتحرك القطيع بالهتاف والتكبير، وجعل تحويل المتحف نصرا للإسلام.

اللوم ليس على أردوغان الماكر الذي عرف كيف يحرك السذج والبسطاء، بل اللوم على الذين يبيعون عقولهم للأوهام ويسيرون وراء السراب ولا يدركون الحقائق إلا بعد وقوع الفأس بالرأس.

لكن نسبة كبيرة من الشعب التركي واعية وتدرك ما يحاك ضدها من حزب العدالة والتنمية، إذ كشف استطلاع أجرته مؤسسة مترو بول للآراء والدراسات أن غالبية الشعب التركي تربط قرار أردوغان تحويل متحف أيا صوفيا إلى مسجد بمحاولة إلهاء الشعب عن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها تركيا، وهذا هو ديدن القادة الذين يفشلون داخليا فليجأون لتصدير أزماتهم للخارج، أو نسج بطولات واهية في الداخل، ليستمروا أطول فترة على كراسيهم، وهو ما يفعله أردوغان المقبل على انتخابات.

استطلاع متروبول:

%44 يرون تحويل أيا صوفيا مسجداً لإشغال الشعب التركي عن الأزمة الاقتصادية

%29.5 يرون

القرار طبيعياً

%11.5 يرونها حيلة من الحزب الحاكم قبل الانتخابات