-A +A
عدنان هوساوي
تتداول وسائل التواصل الاجتماعي حالياً فرضيات عدة، تسرد فيها سيناريوهات عجيبة لقصص مفصلة عن احتمالات وجود تواطؤ لشن حرب جرثومية مدبرة بدقة بالغة، وتروي هذه الفرضيات إمكانية وجود أيادٍ خفية خلف تلك الزوبعة التي أحدثتها أزمة فايروس كورونا المستجد، المصانع، كما يشيرون خلف الأبواب المغلقة لمعامل خاصة بإدارة الفايروسات، أنشئت خصيصاً لهذا الغرض.

المروجون لنظرية المؤامرة يحاولون إثبات صحة ادعاءاتهم من خلال عرض سيناريوهات متتابعة لها علاقة بعالم الاقتصاد بدءاً من ظهور هذا الفايروس في الصين، ويروجون بأنهم أوعزوا صناعته إلى جهات أو منظمات عالمية استطاعت أن تعبث في مشاعر الناس، فور أن ساعدتها على نشر حالة الهلع وسائل إعلامية رائدة في هذا المجال، تمكنت من بث الذعر والفوضى في المجتمعات العالمية بأسرها، وسارت على نفس النهج وسائل الإعلام الأخرى مع كل أسف وعلى رأسها وسائل التواصل الاجتماعي بالدرجة الأولى، وإن كانت تلك الروايات لا تزال حتى لحظة كتابة هذا المقال مجرد فرضيات شخصية لم ترتقِ بعد إلى درجة الحقيقة التي يثبتها ويؤكد صحتها مصدر رسمي، غير أنها فرضيات يستأنس بها مع تصاعد عدد المنادين بها عربياً وعالمياً، مقابل الارتفاع الطردي لعدد الوفيات اليومي على مستوى العالم، السؤال الذي يدور في ذهن كل متابع الآن لتلك التطورات هو هل بالإمكان وجود مؤامرة بهذا الحجم، بحيث يضحي فيها بالبشرية وبمقدرات العالم، وفي سبيل ماذا؟، ولكي نجيب عن هذه التساؤلات لا بد لنا من الاطلاع على بعض المقاطع المصورة التي جاءت في سياق التأكيد على هذه الفرضية والمتواجدة في السيوشال ميديا، والمرور كذلك على بعض التغريدات المهمة والمهمة جداً والمنسوبة لأطباء غربيين ومختصين عرب في الهندسة البيولوجية وباحثين في الجهاز المناعي وهي تثبت ما ذهبت إليه الفرضيات ويرون بأن إثارة الرعب من ذلك الفايروس ما هي إلا خدعة كبرى كان الهدف منها التلاعب بالاقتصاد وفرض العلاج القسري للمرضى، ولأجندات أخرى غير معلنة، حقيقة فإن الأمر يكتنفه الكثير من الغموض الذي يدعو للحيرة، فهل يمكن لصراع الكبار فعل ذلك؟ وهل وقع في فخ ذلك الصراع الصغار؟ وماذا عن الفايروس الذي عبر كل القارات وتجول في جغرافية الكرة الأرضية دون استثناء.


أخيراً..

واقع أمره يقول بأن الكبار هم أول من وقع في مستنقعه، وهو ما ينافي فرضية وجود مؤامرة، إلا إن سلمنا بالفرضية الأخرى التي تشير بتفلت السيطرة على زمام هذا الفايروس بعد أن تفشى بقدر لم يكن يتوقعه الفاعلون، تساؤلات تبدو منطقية وستجيب عنها الأيام القادمة.

hosawy1@gmail.com