-A +A
خالد هزاع الشريف sh98khalid@
تفشى الطلاق في مجتمعنا، وبات ظاهرة مقلقة، لأضراره الجسيمة والشرخ الذي يحدثه بين الأسر والأقارب، فضلا عن تشرد الأبناء وتشتتهم ودخولهم في حالة من التيه والضياع بين الأب والأم، إضافة إلى إنهاك المحاكم والقضاة الذين يهدرون أوقاتهم وجهودهم في الفصل بين الأزواج المتخاصمين.

ولو بحثنا في غالبية حالات الطلاق التي تزايدت أخيرا، لوجدنا أنها تحدث لأسباب تافهة وسخيفة لا تستحق أن تؤدي إلى الانفصال، وهو أمر يستدعي دراسة المشكلة بدقة من المختصين في الاجتماع والقضاة للخروج بحلول تحد من الظاهرة التي تتفاقم يوما بعد آخر.


ويتزايد الطلاق لأسباب عدة منها معاناة الزوجين أو أحدهما من اضطرابات نفسية، وضغوط الحياة، والمتطلبات المعيشية، فيتزايد العنف الجسدي واللفظي بين الطرفين، وكثيرا ما يؤدي إلى الانفصال، ومن أسباب أبغض الحلال تدخل الأهل والأقارب في شؤون الزوجين، ما ينعكس سلبا عليهما، ويؤدي إلى الطلاق، إضافة إلى عدم شعور الزوجين بالمسؤولية والحرص على أداء ما هو مطلوب منهما، وقد يكون للوضع الاقتصادي دور في المشكلة، حين يجد الزوج نفسه عاجزا عن النفقة، وتصنف المشكلات المالية عاملا رئيسا في الطلاق، أيضا من أسباب الانفصال غياب الثقة والإخلاص والصدق.

ومن الحلول للحد من الطلاق اختيار الشريك المناسب، بدلا من الاهتمام بالمظهر الجميل أو المال والثراء، دون النظر لما سترسي عليه حياتهم في المستقبل، ويجب تثقيف المقبلين على الزواج في دورات حول المعاملة المثلى بين الجانبين، فالجهل بكيفيّة التعامل بين الأزواج، غالباً ما يُفضي إلى العديد من المشكلات، أيضا يجب على الزوجين معرفة ما له وما عليه فله حقوق وعليه واجبات، والإدراك بأنّ الطرف الآخر ليس مُلكاً له ويحق فرض السيطرة عليه بكلّ تفاصيل حياته.

أيضا يجب المبادرة بحل أي مشكلة تحدث بين الزوجين مبكرا وبالتفاهم، وعدم تركها حتى لا تتراكم، ما يؤدي إلى الطلاق، إضافة إلى الاحتكام إلى العقلاء من الأهل؛ في حال وقع خلاف ليصلحوا المشكلات بين الزوجين، ويقدموا النصائح اللازمة لتجنب المشكلات لاحقاً وكيفيّة التعامل معها.